وفي هذه الأيام ظهر رجل من بلاد شظب يقال له الفقيه حسن بن صلاح بن الفهد يعرف بالخبايا، ويخرج على قوله الأسحار بتربيع ضرب الرمل في الظاهر وهو يحتمل التعمية والتمثيل، ويظهر أنه يكتب إلى رؤساء الجان فيأتيه الجواب منهم بخطوطهم على قوله، وقد يضع ورقة منه في طاقة المنزل بابتداء الكتاب [39/ب] والعرض فتأتي ظهر ورقته بالجواب على مقتضى من جعل الإبتداء له، يقول له: ضع هذا الابتداء هنالك، يأتيك الجواب، فيكون كذلك، هذا جملة ما عنده. والمذكور يلبس الجوخ واللباس الغالي، وذكر أنه أخذ ذلك على رجل كان بتهامة قد مات يسمى الفقيه محمد بن الولي. وظهر آخر أيضا حضرمي له من المعرفة مثل هذا الشظبي، والله أعلم.
وكان في شهر شعبان قد ظهر ثلاثة أنفار بجهة لاعة لهم هذا الشأن قد استخفوا عقول كثير من العامة والخاصة، وجمعوا منهم أموالا كثيرة، فبلغ الإمام شأنهم وأعمالهم، فكره مثل ذلك، وأرسل جماعة عسكر بأدب عليهم، فوصل إليهم أولئك العسكر، وعادوا بغير أثر. وكان الإمام ألزمهم بحبسهم، فلم يتم شيء في شأنهم، ثم أرسل الإمام غيرهم فرجعوا كذلك، ثم أرسل ثالثا إليهم وأمر بحبسهم بحصن غولي فحبسوا جماعة من أقارب الرحايل، وأمروهم بمنع الرحايل.
صفحہ 348