وفي ربيع الأول من هذه السنة لما بلغ دهمه من برط فعل آل عمار من الانتهاب بباب صعدة جزاهم على فعل مثل فعلهم، فخرج جماعة منهم إلى رأس المصراخ وسط برط ونوروا للسيد محمد بن علي الذي عندهم، والسيد فرح بذلك؛ لأن الدعوة مضمرة في خاطره إن أمكن، ولما اعترضه في ذلك من اعترض قال: مذهبه صحة إمامين في وقت واحد، وقد سبقه إلى ذلك السيد محمد بن علي الحيداني كما تقدم ذكره فلا قوة إلا بالله. مع أن السيد محمد المذكور قد أنشأ في هذه الأيام قصيدة باعتقاده إمامة الإمام، وعدم الخروج على الإسلام. وكان سبب هذا أن الإمام كتب إلى برط أن يسلموا زكاتهم إلى ابن أخيه أحمد بن المؤيد إلى عيان، وأن من له تقرير من القضاة كان من عنده، فلم يساعدوا في ذلك الأمر وقبضوها القضاة، وفي خلال ذلك غزاهم قبائل وايلة ، فقتلوا من برط اثنين وانتهبوا عليهم مواشيهم مرتين، وغزا برط طريق العمشية، استعاضة لما راح عليهم من هذه الطائفة اليامية، فنهبوا منها وعادوا إلى بلادهم، وكل هذا من أصحاب صلاح بن كول شماليها، والقضاة وقبائلها[26/أ] قالوا هذا لا يصلح ومخالف لما جرى من الزمان الماضي، وما مر من وقت الإمام القاسم إلى هذا الوقت الآتي ومعهم خطوط بذلك من جميع الأئمة، ولا ينبغي منه أن يفعل معهم هذه الملمة، ويدخلهم في جملة العشاير ولهم حرية ومزية، مع أنها بلاد حقيرة ما كان ينبغي من الإمام المناقشة في واجباتها، فقد ذكر لي بعض قضاتها أن في بعض السنين جملة ما يحصل منها قدر ما يقوم بكيلة القضاة فيها. وفي بعض السنين حصل منها قدر مائتين زبدي زكاة، وللقضاة مع تفرقهم هذا القدر. ثم إن كبار أهل برط وعقالهم نهوا صغارهم عن أفعالهم، والسيد محمد الغرباني قال: لا يصلح في هذا الوقت خروج، ولا محق على المسلمين فسكن أمرهم.
صفحہ 329