وكان المباشر لأكثر القتل بالرمي إبراهيم بن حسين ونقيب من وادعة، واشتهر عن إبراهيم بن حسين أنه ممن يعتمد الشراب بشهارة، وأنه قد ظهر عليه السكر غير مرة، وأرسل المهدي أحمد بن الحسن حينئذ بيوم الأحد بلقا وعسكرا إلى بلاد الكلبيين شرقي بلاد خمر، وهو سار من الماجلين يوم الإثنين، وجاءت طريقه ما بين حمدة وبين نقيل عجيب طالعا إلى بلاد خمر، فلم يشعر أحمد بن المؤيد إلا بدخول أحمد بن الحسن إلى بلد يشيع غربي خمر، ورأى خيامه ووطاقاته وبلغه وصول العسكر إلى الكلبيين من شرقيه، فبقي حائر الفكر في أمره وكيف يكون عمله، وسقط في يده، ودارت عليه دوائر محنة، مع مواجهة مشائخ وادعة إلى أحمد بن الحسن ووصولهم إليه عند وصوله، فلم يسعه عند ذلك إلا يذكر ما قال الله تعالى: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير} وخرج صبح يوم الأربعاء إلى الحضرة الأحمدية للمواجهة، وتسليم الأمر وعدم المنازعة، بعد أن كان قد أنهى في مناصبته أوامره، وكان قد رتب نقيل عجيب برتبة ورتب فوق حمدة رتبة وعينة، فانقشعت جميع هذه الرتب عند طلوع المذكور من الطريق الوسطى، وحصل معهم الريب.
وبقي قاسم في شهارة يشاهد هو والأهنوم ما كان أشار عليه أهل النصائح، ووقع فيما حذروه منه لعدم استنصاحه النصائح[160/ب]. وخرجت عينة من العسكر الذين بعمران ودخلوا الخدرة ، فأحاطوا برتبة المضلعة من خلفها، وطلعوا إلى الهجر ببني قطيل، وأشرفوا على رأس الجبل المطل على كحلان والمعازب، فهرب بعض رتبة العرة في الأشمور حينئذ وكذلك المضلعة، وواجهت بلاد كحلان وغيرها من تلك الجهة.
صفحہ 497