وأقطع أحمد بن الحسن يحيى بن حسين بن المؤيد بالله ولاية يريم وما حولها من البلاد لمطالبته له وملاحقته لشدة رغبته إلى الولاية والعلو والرياسة؛ لأجل ما قاساه من التضرر بعدم توليته في زمن المتوكل، فما زال من ذلك التاريخ بعد وفاة عمه علي بن المؤيد صاحب صنعاء يتعرض للولاية، والمتوكل أعرض عنه، ولم يساعد رأيه، فلم يستقر به قرار، وما زال في الحركات والأسفار إلى مكة يعتذر بالحج المرة بعد المرة، ومرة يقول" يدخل العراق، ويجاور مشهد علي [156/ب] ومرة يقول يريد الدعوة فلم يجبه أحد إلى ما طلب، وكان آخر أمره دخوله بلاد عفار، ثم خروجه عنه إلى صعدة ونيته كانت بدخوله مكة، حتى وقع موت الإمام، فعاد وسكن وحصل له أمنيته من الولاية والرياسة واطمأن. واحمد بن الحسن أحب التركيز به على بني المؤيد بالله؛ لأنه منهم.
ومحمد بن الإمام وحسين بن حسن وعلي بن الإمام اتفق رأيهم الجميع أنهم ينتظرون ما يكون بين الرجلين ومن يغلب منهم الآخر ولا يشاركون في الحضور في الحرب؛ لأنه إنما أقام أحمد بن الحسن إقامة حسبة لا إمامة تامة، هذا قول محمد بن الإمام، وأن الإمام ليس له أن يغزو إلي غير جهته التي أطاعته، كما قرره علماء الإسلام، فلذلك تباعد المذكور إلى ضوران، وترك ذلك[157/أ] المرام.
صفحہ 493