وفي هذا الشهر نقص أحمد بن الحسن في عدد أصحابه وأجناده، وجعل لهم ثلاثة أحرف على السوية، فمنهم من ترك قبض ذلك، ومنهم من قبض إلا أن الحاضرين عنده الذين لا يفارقونه يلحق بتوفيتهم، فأما الغائبين فلم يزدهم على الثلاثة سواء قربوا منه بصنعاء أو بعدوا، وإنما قصر إلحاق التوفية لمن في ديوانه فقط لا يغيبون عنه، وقيل: إن ذلك بأمر الإمام له؛ لأنه يفعل ذلك، والمنكسر يحاسبه وقت الحساب ويقطع له البز بناقص ثلاثة أرباع، ويصح معهم الربع.
ووصل إلى الإمام هذا الشهر طالب العماني الذي يخرج[95/ب] في المدة الماضية بالأعبي من جهاته، وهو رسول من عمان إلى الإمام، لم يكن معه بضاعة؛ لأنه غير وقتها، وإنما يخرج متى سكن سير البحر في أواخر فصل الشتاء، والله أعلم.
وفي هذه الأيام اتفقت بالحاج محمد بن أحمد كزبر الدمشقي الشامي الحنبلي، الواصل إلى صنعاء ببضاعة من جهات الشام، بعد أن حج إلى بيت الله الحرام، وزار النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وكان قد وصل العام الماضي وتزوج في صنعاء بزوجة ثم لم يلبث العام الماضي أن عاد وتعوض من البن الصافي، وسار يؤم تلك النواحي، من طريق البحر، وحج بيت الله الحرام، ثم دخل مع المحمل الشامي، واتفق لبعض من أدخله من البضاعة من الصافي الانتهاب من الحرامية من بلاد عنزة غرب الحجاز، ثم لما دخل مع من دخل بعد ما حصل من الانتهاب استقر بوطنه دمشق إلى قريب الحج إلى بيت الله الحرام، وعاد مع الحج الشامي، فحج أيضا هذا العام، وكان وصوله صنعاء في الشهر الماضي، يستقر فيها إلى موسم الحج، ثم يسافر، وكان وصوله[96/أ] ببعض شيء من بضاعة الشام، ثم يدخل بعوضه من الصافي هذا العام، حسبما ذكر لي، وله معرفة في العلم على مذهب أحمد بن حنبل، مذهب الحنابلة، واستنسخنا على كتاب له يسمى (منتهى الإرادات) في فقه الحنابلة.
صفحہ 415