313

بهجت نفوس

بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة النبي المختار - الجزء1

ایڈیٹر

أ د محمد عبد الوهاب فضل، أستاذ تاريخ الحضارة الإسلامية - جامعة الأزهر

ناشر

دار الغرب الاسلامي

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

٢٠٠٢ م

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

من مائها للمسلمين، فقال رسول الله، ﷺ: «من يشتري رومة فيجعلها للمسلمين [يضرب بدلوه في دلائهم، وله بها مشرب في الجنة» فأتى عثمان ﵁ اليهودي فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى عثمان نصفها بإثني عشر ألف درهم، فجعله للمسلمين] (^١) فقال له عثمان: إن شئت جعلت لنصيبي قربتين، وإن شئت فلي يوم ولك يوم، فقال: بل لك يوم ولي يوم، فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين، فلما رأى ذلك اليهودي قال: أفسدت عليّ ركيتي، فاشتر النصف الآخر فاشتراه عثمان بثمانية آلاف درهم (^٢).
قال الحافظ محب الدين (^٣): «وهذه البئر بعيدة عن المدينة جدا وعندها بناء بالحجارة والجص خراب. - والجص: الجبس يقال: بفتح الجيم وكسرها لغتان بمعنى واحد - قيل: أنه كان دير اليهودية شمالي مسجد القبلتين بعيدا منه وحولها مزارع وابار كثيرة وأرضها رملة، وقد انتقضت خرازها وأعلاها إلا أنها بئر مليحة مبنية بالحجارة الموجهة، وذرعتها فكان طولها: ثمانية عشر ذراعا، منها ذراعان ماء والباقي مطموم بالرمل الذي تسفيه الرياح فيها، وعرضها:/ثمانية أذرع، وماؤها صاف وطعمه حلو إلا أن الأجون قد غلب عليه».

(^١) سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(^٢) راجع ما ذكره ابن عبد البر في كتابه الاستيعاب ٣/ ١٠٣٩، وذكره البخاري تعليقا في كتاب المساقاة، باب من رأى صدقة الماء وهبته ٣/ ١٠٣، والترمذي في سننه عن ثمامة بن حزن برقم (٣٧٠٣) ٥/ ٥٨٥، والنسائي في سننه ٦/ ٢٣٥ عن ثمامة بن حزن، والبيهقي في السنن ٦/ ١٦٨ عن ثمامة بن حزن.
(^٣) قول محب الدين ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة ٢/ ٣٤٤، ونقله عنه: المطري في التعريف ص ٦٠، والمراغي في تحقيق النصرة ص ١٧٥، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ٥١).

1 / 316