بہجت المجالس وانس المجالس
بهجة المجالس وأنس المجالس
إذا ما رآني مقبلًا غضّ طرفه ... كأن شعاع الشمس دوني يقابله
ومثله:
إذا أبصرتني أعرضت عنّي ... كأن الشمس من قبلي تدور
ولعبد الله بن بكر السهمي:
خالل خليل أخيك وارع إخاءه ... وعلم بأن أخا أخيك أخوكا
وبنيك ثم بني بنيك فكن لهم ... برًا فإنّ بني بنيك بنوكا
والطف بجدك رحمةً وتعطفًا ... واعلم بأن أبا أبيك أبوكا
روي عن ابن عباس أنه قال: إنما ردَّ الله عقوبة سليمان بن داود عن الهدهد لبره كان بأمه.
رأى أبو هريرة رجلا يمشي خلف رجل، فقال: من هذا؟ فقال: أبي. قال: لا تدعه باسمه ولا تجلس قبله، ولا تمش أمامه. مكتوب في كتب الله ﷿: لا تقطع ما كان أبوك يصله فيطفأ نورك قال كعب: مكتوبٌ في التوراة، اتق ربك، وبرّ والديك، وصل رحمك، يمدّ لك في عمرك، وييسِّر لك يسرك، ويصرف عنك عسرك.
والآثار في بر الوالدين كثيرة جدًا، وقد نص الله في كتابه من خفض الجناح لهما، والحضّ على برهما ما يكفي.
قال رسول الله ﷺ: " الولد الصالح من ريحان الجنة ".
ونظر يومًا إلى الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر، فقال: " إنكم لتجبنون وتبخلون، وإنكم لمن ريحان الجنة ".
دخل عمرو بن العاص على معاوية، وعنده بنت له، فقال: ابعدها عنك ياأمير المؤمنين، فوالله ما علمت إلا أنهن يلدن الأعداء، ويقربن البعداء، ويورئن الضغائن. قال معاوية: لا تقل هذا ياعمر، فو الله ما مرض المرضى، ولا ندب الموتى، ولا أعولّ على الأحزان مثلهن، ولربّ ابن أخت قد نفع خاله.
قال محمد بن سليمان: البنون نعمٌ، والبنات حسنات، والله ﷿ يحاسب على النعم، ويجازي على الحسنات.
قال منصور الفقيه:
لولا بناتي وسيّآتي ... لذبت شوقًا إلى الملمات
لأنني في جوار قومٍ ... نغّصني قربهم حياتي
وله أيضًا:
أحبّ البنات،فحبّ البنات ... فرضٌ على كلّ نفسٍ كريمه
لأن شعيبًا لأجل البنات ... أخدمه الله موسى كليمه
وقال آخر:
لقد زاد الحياة إلىّ حبًّا ... بناتي إنّهن من الضعاف
مخافة أن ين البؤس بعدي ... وأن يشربن رنقًا بعد صاف
ولأبي محمد الحسن بن عبيدة الريحاني:
حبذا من نعمة الل ... هـ البنات الصالحات
هن للنسل وللأ ... نس وهن الشجرات
وبإحسانٍ إليهنّ تكون البركات
إنّما الأهلون أرضو ... ن لنا محترثات
ٍفعلينا الزرع فيها ... وعلى الله النّبات
كان لأبي حمزة الأعرابيّ زوجتان فولدت إحداهما ابنة،فعزّ عليه،واجتنبها وصار في بيت ضرتها إلى جنبها فأحست به يومًا في بيت صاحبتها،فجعلت ترقّص ابنتها الطفلة وتقول:
ما لأبي حمزة لا يأتينا ... يظلّ في البيت الذي يلينا
غضبان ألاّ نلد البنينا ... تا الله ما ذلك في أيدينا
بل نحن كالأرض لزارعينا ... يلبث ما قد زرعوه فينا
وإنما نأخذ ما أعطينا
فعرف أبو حمزة قبح ما فعل، وراجع امراته.
قال منصور الفقيه:
لولا البنات والذنوب لم أكن ... يروعني ذكر الحنوط والكفن
وقال آخر:
لولا أميمة لم أجزع من العدم ... ولم أجب في الليالي حندس الظّلم
وزادني رغبةً في العيش معرفتي ... ذل اليتيمة يجفوها ذوو الرّحم
أحاذر الفقر أن يلمم بساحتها ... فيهتك الستر من لحمٍ على وضم
أخشى إضاعة عمٍ أو جفاء أخٍ ... وكنت أحنو عليها من أذى الكلم
ما أنس لا أنس منها إذ تودّعني ... والدمع يجري على الخدّين ذا سجم
لا تبرحن فإن متنا فإنّ لنا ... ربًّا تكفل بالأرزاق والقسم
تهوى حياتي وأهوى موتها شفقًا ... والموت أكرم نزال على الحرم
وقال آخر:
أحب بنيّتي ووددت أنّي ... سترت بنّيتي في قعر لحد
وما إن ذاك من بغض ولكن ... مخافة أن تذوق البؤس بعدي
1 / 162