[ لما حضرت جابر بن زيد الوفاة أتاه ثابت البناني وقال: يا أبا الشعثاء هل تشتهي شيئا؟. قال: إني لا أشتهي شيئا إلا أن ألقى الحسن قبل أن أموت. قال فخرج ثابت البناني فدخل على الحسن فأعلمه بقول جابر بن زيد، قال: وكان الحسن إذ ذاك مستخفيا، فقال: كيف لي بذلك؟. قال: اركب بغلتي على السرج وأنا أردف خلفك، وأعطيك طيلساني وأرجو أن لا يعرض لنا. قال ففعل، ودخل على أبي الشعثاء وهو مضطجع فانكب عليه الحسن وهو يقول: يا أبا الشعثاء؛ قل لا إله إلا الله. فرفع جابر عينيه، فقال: أعوذ بالله من غدو ورواح إلى النار. فقال له الحسن: يا أبا الشعثاء؛ قل لا إله إلا الله. فقال: أعوذ بالله من غدو ورواح إلى النار. ثم قال: يا أبا سعيد { يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا } الانعام : 158. قال: فقال الحسن: هذا والله الفقيه العالم، ثم قال: يا أبا سعيد حدثني بحديث ترويه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المؤمن إذا حضرته الوفاة . قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : »إن المؤمن اذا حضرته الوفاة وجد على كبده بردا« فقال جابر: الله أكبر، والله إني لأجد بردا على كبدي.]. ا.ه
وقد حصل موقف مشابهه لموقف الامام جابر مع ثابت البناني كما في "حلية الأولياء" لابي نعيم (2/366 رقم 2584) و"مسند ابن الجعد" برقم [1398] : "عن محمد بن ثابت البناني قال: ذهبت ألقن أبي وهو في الموت قال: قلت: يا أبت قل لا إله إلا الله. قال: يا بني خل عني فإني في وردي السادس أو السابع."
والشاهد أن تلقين الميت لفظة التوحيد لا يفيده إن كان غارقا طول حياته في مخالفة شرع الله وهذا الذي كان يرمي إليه الامام جابر، فإن كان المصنف يعني مخالفة الإمام جابر للحسن في هذه النظرة و الاختيار في المسائل الشرعية يسمى مذهبا فكلامه لا غبار عليه. والله أعلم._).
صفحہ 105