بسم الله الرحمن الرحيم لك الحمد يا من نور عقولنا بالدين، وطهر قلوبنا من زيغ الملحدين، وصفى عقائدنا من ضلالات المبتدعين، وخلص أعمالنا من أقاويل المبطلين، وجعلنا من القوم الهادين المهتدين، والصلاة والسلام على خير مبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وعلى تابعيهم إلى يوم الدين.
وبعد؛ فهذه منظومة من علي بها الرحمن المنان، في قواعد التوحيد وأصول(_( ) سقطت من (ب) كلمة أصول. _) الأديان، سالكة أعلى منهج في هذا الشأن، واردة أعذب منهل يجلو الأذهان، تنطق بالصدق في كل نادي، وتصدع بالحق بين الحاضر والبادي، قريبة المأخذ للمتناول، بعيدة الغور عن اعتراض المجادل، سميتها (أنوار العقول)، وما أجدرها بما فيها أقول:
هذه الأنوار لا نجم زهر
فلها ألباب أرباب العلى
قربت في فنها ما قد نأى
ليت أشياخي الألى قد سلفوا
ورأوا تنقيحها في جمعها
فلهم فيها مجال واسع
لا ولاإشراق شمس أوقمر
مطلع زانت به تلك الفكر
وحوت كل مهم معتبر
شهدوا وضع مبانيها الغرر
وانتخابي لمعانيها الدرر
ولها عندهم أعلى قدر
_
وقد كنت شرحتها شرحا مختصرا، على معاني أبياتها مقتصرا، ثم إني زدت على نظمها زيادات، وألحقته جملة أبيات، فرجعت إلى ذلك الشرح فنقحته وإلى هذا المزيد فشرحته، فهاك نظما محررا وشرحا مهذبا مختصرا سميته (بهجة الأنوار) جعله الله لي ذخرا في دار القرار، وهو حسبي ونعم الوكيل.
(بسم الله الرحمن الرحيم)(_( ) في (أ) كتب بعد البسملة "رب يسر وأعن ياكريم" وهي ساقطة من (ب) ويحتمل أن هذه اللفظة من زيادة الناسخ أو أنها زيدت فيما بعد كما يظهر من تغير الخط إلا أن يقال أن المصنف كان قد أتى بها في أول نظمه ل"أنوار العقول" وأدرجها هنا. _)
(الباء) للإستعانه متعلقة بمحذوف مقدم عند النحويين، ومؤخر عند البيانيين لفائدة القصر والإهتمام، وهل ذلك المحذوف اسم أو فعل؟، والحق انه فعل مناسب لغرض المبسمل تقديره بسم الله أبتديء أو أألف أو نحو ذلك.
صفحہ 31