وفي أثناء هذه المدة عاد محمد بك الألفي من انكلترا ، التي كان قد ذهب | إليها ليطلب منها مساعدته على الإستقلال بمصر وإبادة الباقي من الأمراء | العاملين على معاكسته ويقال أنه وعدها بتسليمها بعض الثغور لو نال مرغوبه | بمساعدتها . ولما علم محمد علي باشا بقدوم الألفي خشى من اتحاده مع البرديسي | فيضيع عمله سدى ، فعمد إلى توغير صدر البرديسي علي محمد بك الألفي | فنجح في مسعاه حتى هم بالفتك به غدرا ولولا هرب الألفي إلى الصعيد لقتل | بدسيسة البرديسي ومحمد علي وبعد هرب الألفي إلى مصر العليا هاج الأرنؤد | علي البرديسي لطلب مرتباتهم ( وربما كان ذلك بإيعاز من محمد علي ) فأمر | البرديسي بضرب الضرائب الشديدة على أهالي العاصمة وخصوصا الأغنياء من | بينهم لإرضاء الجند فتذمرت الأهالي من هذا الظلم الدائم وشكوا أمرهم إلى | محمد علي باشا ، لما كانوا يرونه فيه من الميل إليهم والحنو عليهم فتلقاهم بالبشر | | والإيناس ووعدهم بالمساعدة على دفع المظالم ، ثم بعد قليل اتحد الأهالي مع | الأرنؤد وهاج الكل على البرديسي وحاصره بمنزله وأرادوا قتله لكنه تمكن من | الفرار وحارب مماليكه الجند وقاوموهم مقاومة عنيفة ، فصعد محمد علي باشا إلى | القلعة وأحكم مدافعه على الجهة التي بها منزل البرديسي فخرب أكثر منازلها | وانجلت هذه المعركة عن خروج كافة أمراء المماليك من القاهرة فنهبت بيوتهم | وسبيت نساؤهم ويتمت أطفالهم .
فصفا الجو لمحمد علي باشا ، لكن لحسن سياسته لم يرغب إظهار ما يكنه | صدره من الإنفراد بالحكم والإستقلال بولاية مصر بل تربص حتى تساعده | الفرص فينال مرغوبه بلا عناء ولا نصب . |
تعيين محمد علي باشا واليا على مصر :
صفحہ 37