بہجہ
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
تحقیق کنندہ
د .أحمد زكريا الشلق
ناشر
دارالكتب والوثائق القومية
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
1426هـ /2005 م
پبلشر کا مقام
القاهرة / مصر
وفي أثناء هذه المدة ابتدأت الثورة الفرنساوية الشهيرة في الظهور وكان من | دأب حكام ذلك الوقت قتل الأشراف وهدم قصورهم خصوصا المشيدة البنيان | القوية الأركان التي كانت تشبه القلاع لأنهم كانوا يصطنعونها ليحتموا فيها | | أحيانا عند شن الغارة عليهم ، كما كانت عادتهم في تلك الأعصر ، وكان بجوار | مدينة ( ليون ) شريف يدعى الماركيز ( _ دي بارال ) له قصر باذخ به قلعة فتظاهر | بالدخول في حرب الجمهورية خيفة من أن يضطهده الجمهوريون وشرع في بيع | قصره حتى لا يكون ثمة داع لاضطهاد الجمهوريين إياه ، فلما علم والد المترجم | بنوايا الماركيز اشترك مع ثلاثة من الفلاحين واشتروا القصر مع قلعته بثمن بخس | على شرط هدمه فقبل هدمه ، ثم شرع ( انسلم سيفوس ) هو وشركاؤه في بيع ما | كان فيه من الأمتعة الثمينة والأثاثات الفاخرة والأسلحة القديمة فربح من ذلك | مبالغ جسيمة ، ثم ابتدأ في هدم القصر حسب شروطه فساعده الحظ بقتل | الماركيز ، الذي قتله الجمهوريون عند وقوفهم على حقيقة حاله وكنه خبره ، | فتخلص بذلك ( انسلم سيفوس ) من تنفيذ شرطه الذي ربما استغرق جل ما ربحه | من بيع الأثاث .
هذا وكان ( يوسف سيف ) المترجم حاد الطبع شكس الأخلاق لا يقبل | نصائح والده ولا أوامره ولا يطيع إلا هوى نفسه ، وكان في ذلك ضرورة فلما | أراد والده أن يمرنه على أشغاله لم يجد منه إلا أذنا صماء وكان يترك منزل | والديه ويرتع في الفلوات مع الصبيان ، وحين كان يعود إلى والده وقد رأى منه | عدم الهداية والإمتثال يذيقه أنواع الأذى كالضرب المؤلم والشتم الفظيع فحين | يرى ذلك من أبيه يهرع ثانيا إلى ما كان عليه وهلم جرا . . . ولما يئس والده من | إصلاح أخلاقه وتقويم ما اعوج من طباعه أدخله المدرسة البحرية في أواخر سنة | 1799 الموافق ( 2 فاندمير سنة 7 ) من التاريخ الجمهوري وكان عمره إذ | ذاك إحدى عشرة سنة وأربعة أشهر وتسعة أيام .
صفحہ 80