بہجہ
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
تحقیق کنندہ
د .أحمد زكريا الشلق
ناشر
دارالكتب والوثائق القومية
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
1426هـ /2005 م
پبلشر کا مقام
القاهرة / مصر
ولما فطن الشاميون إلى هذه الغاية ازدادوا عتوا وكادوا ينشرون لواء | العصيان جهارا فلما علم إبراهيم باشا بذلك أخذ الإحتياطات اللازمة لصدهم | لو أرادوا الهجوم عليه ولمهاجمتهم إذا اقتضى الحال ذلك ، فأرسل حامية قوية إلى | مدينة الرقة الواقعة على شاطئ الفرات لمنع مرور العثمانيين لو أرادوا عبوره | وكذلك أرسل العدد الكافي من الجند إلى جهات ( أورفه ) و ( حلب ) و ( أنطاكية ) | وفرق ما بقي من جيشه بهيئة سيارات صغيرة تطوف في كل أنحاء البلاد لمجازاة | القرى التي تتأخر في تأدية الخراج ، أو تعارض الحكومة في إجراءاتها وبذلك | خمدت الثورات الداخلية الصغيرة وعلم الكل أن ما هم فيه من شق العصا | والإنحراف عن الحكومة المصرية غرور وأن الأوفق موالاتها ما لم تسع الدولة | العلية بالفعل في مساعدتهم ماديا وجعل إبراهيم باشا مركزه وأركان حربه في | مدينة أنطاكية مفضلا لها عن مدينة حلب لرداءة هوائها وقلة مياهها وتعرضها | دائما إلى الأوبئة والأمراض المعدية . | | ولتمهيد ما سيأتي ذكره من الحوادث السياسية التي أوجبت تداخل | الأوروباويين المسألة المصرية ضد محمد علي باشا منعا لوقوع أهم الولايات | العثمانية في قبضته وبالتالي من عدم تمكنهم منها في المستقبل نقول :
إن حكومة فرنسا كانت في ذلك العهد حكومة ملكية مقيدة تقييدا كليا | وكان يكفلها إذ ذاك ( لويس فيلبس ) الذي ارتقى على أريكة الملك عقب هياج | الأمة على ( شارل ) العاشر وعزلها له وطردها إياه في أواخر شهر يوليو سنة | 1830 لأنه كان شديد الميل كثير الرغبة إلى الاستبداد والحكم بدون مشورة | الأمة أي الرجوع إلى ما كانت عليه فرنسا قبل الثورة العظمى وضياع كل ما | حصل عليه الفرنساويون من الحرية بعد سفك دمائهم في محاربة سائر ملوك | أوربا ، ولما ولى ( لويس فيلبس ) أجاب إلى كل ما طلبته منه الأمة من كونه يكون | ملكا مالكا لا حاكما وأما الأحكام فتكون بيد الوزراء وأعضاء مجالس النواب | ولما لم يكن لمعظم الفرنساويين ما يلزم لمثل هذه المهمة من الحنكة والتجارب ولو | أنه كان منهم في ذلك رجال سياسيون محنكون مثل ( تيرس ) وجيزو | وغيرهما إلا أنهم كانوا ملزمين بإتباع ما يقرره أعضاء مجالس النواب حتى في | الأمور السياسية التي يلزم كتمانها ، ولذلك كانت فرنسا حينئذ بمعزل عن جميع | الدول الأوروباوية ما عدا انكلترا ، فإنها كانت تظهر لها التودد لمصالحها | التجارية فضلا عن ميل الفرنساويين لمساعدة كل أمة تسعى للحصول على | الحرية والإستقلال وهذه الحاسيات لا تذم على كل حال بل تمدح في حد | ذاتها . |
صفحہ 167