ولما أتى إلى محمد علي باشا الفرمان المؤذن ببقائه في ولاية مصر أخذ في | استعمال الوسائط لإراحة البلاد من شر هؤلاء الطغاة تارة بالملاينة وأخرى | بالمحاربة ، حتى أذعن له أمراء المماليك فأقطعهم البلدان والأقاليم وأعطى لشاهين | بك إقليم القيوم وثلاثين بلدا من أقاليم البهنسا وعشرة من الجيزة - ومما ساعد | على استتباب الأمن موت محمد بك الألفي الذي كان من أكبر أمرائهم جسارة | وإقداما ، وعقب موته مات عثمان بك البرديسي فكانت وفاة الأول في ديسمبر | سنة 1806 والثاني في يناير سنة 1807 ، ثم حضر إليه نعمان بك من أمرائهم | فأكرمه وزوجه إحدى جواريه وأعطاه بيت المهدي بدرب الدليل . وهكذا صار | يكرم كل من أتى إليه منهم كعمر بك وغيره ثم أتى إليه إبراهيم بك الكبير | | فولاه إقليم جرجا وبهذه الحالة لم يعد لمحمد علي باشا شاغل من جهة الأمراء ولا | أتباعهم ، لكنه لم يزل يخشى غدرهم وخيانتهم عند حصول أقل أمر يغضبهم | وتيقن أن لا راحة له إلا بعد استئصال جرثومتهم الخبيثة وتطهير القطر المصري | من دنس وجودهم ، ولقد ساعده الحظ على تتميم ذلك وتمكن من إبادتهم كما | سيجيء . | | صفحة فارغة | |
صفحہ 42