بہجہ
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
تحقیق کنندہ
د .أحمد زكريا الشلق
ناشر
دارالكتب والوثائق القومية
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
1426هـ /2005 م
پبلشر کا مقام
القاهرة / مصر
فلما تيقن إبراهيم باشا وجوده في مدينة الكرك قام لوقته وجد في السير | واصلا لليل بالنهار في قطع الصحراء المحرقة من شدة الحرارة حتى مات جملة من | عسكره في أثناء السير من شدة العطش لقلة المياه في الطرق ، ويقال أنهم لما | وصلوا إلى البحر الميت ألقوا أنفسهم فيه لشدة ما كان بهم من الظمأ المحرق مع | | شدة ملوحة مائة ، ومن الثابت أن ماء هذا البحر لكثرة ملحه يزيد ثقله النوعي | حتى يحمل الإنسان بدون سباحة ولقد قال بعض السياحين أن المسافر بعد أن | يتحمل مالا يوصف من المشاق والأوصاب وآلام الجوع والعطش وينظر من | بعد لون مائه يخيل له الظمأ أنه عذب فرات لكن لا يلبث أن يشم رائحته | الكريهة الناشئة عن كثرة ما فيه من الأملاح والكبريت فيزول عنه هذا التخيل .
ولما وصل إبراهيم باشا إلى مدينة ( الكرك ) لم ينتظر قدوم مدافعه بل أمر | بالهجوم على القلعة بعد أن أراح عساكره مدة يومين ولم يتمكن الجند من أخذ | القلعة عنوة لتعذر الوصول إليها فعاد المصريون بلا طائل والتزم إبراهيم باشا أن | ينتظر المدفعيين ، فلما وصلت المدافع ابتدأت بإطلاق القنابل على أسوار القلعة | حتى تهدمت ، ودخلت العساكر القلعة فلما دخلوها لم يجدوا فيها أحدا من | النابلسيين ولا رؤسهم وسبب ذلك أن الشيخ قاسم مع كونه ظهر على | المصريين في الواقعة الأولى لم يخف عليه أن فوزه لم يكن إلا لعدم وجود المدافع | وأنه لا يمكنه مقاومتها فهرب في غلس الليل ومن معه من بقايا تابعيه والتجأوا | إلى الصحراء فتبعهم إبراهيم باشا بعسكره حتى أدركوهم وأحاطوا بهم فلما | رأى النابلسيون ذلك ، وعلموا أن لا مناص لهم من الموت ألقوا سلاحهم | وسلموا أنفسهم إلى إبراهيم باشا .
أما الشيخ قاسم وأولاده وبقية زعماء الثورة فتمكنوا من الهرب ثانية | واختلفوا عند عرب ( عنز ) النازلين بين مصر والشام ولعلم هذه القبيلة بأنها لو | أخفت الشيخ المذكور وعلم بذلك إبراهيم باشا لأوقع بهم أشد العذاب وصارم | العقاب بل ربما كان ذلك سببا في هلاك أغلب أفرادها إن لم نقل الكل فتقربوا | من إبراهيم باشا بأن قبضوا على الشيخ المذكور ورفقائه وسلموهم إليه .
صفحہ 161