وقال القاضي أبو محمد عبد الوهاب المالكي:
بغداد دار لأهل المال طيبة
وللصعاليك دار الضنك والضيق
بقيت أمشي مضاعا في أزقتها
كأنني مصحف في بيت زنديق
والناس يرون أن في هذين البيتين حطا من مقام بغداد، وأنا أرى فيهما العكس؛ لأن البلد الذي يضيق على الصعاليك وأهل البطالة هو البلد الذي يملك من الحضارة قسطا وفيرا، وإنما يكثر الصعاليك في البلد الخامل. ويظهر لي أن هذا الفاضل ابتلي بداء الفقر فأعياه علاجه، مع أنه كان يتحلى بأدب رائع وفضل ناصع، فضاقت به مذاهبه وانزوت عنه مطالبه. وهو القائل:
متى يصل العطاش إلى ارتواء
إذا استقت البحار من الركايا؟!
ومن يثن الأصاغر عن مراد
وقد جلس الأكابر في الزوايا؟!
نامعلوم صفحہ