فصل [في حقيقة سخط الله على الظالمين] في سخط الله سبحانه على الظالمين نعوذ بالله من سخطه[19ب] تبارك وتعالى فسخطه على الظالمين الكافرين والفاسقين المقيمين على ذلك غير التائبين وكراهته لهم وغضبه تعالى عليهم فذلك عدم رضوانه تعالى عنهم، ولعنه تعالى لهم وإهانته لهم ولو أعطاهم من الدنيا كل العطاء فيها والحكم عليهم بالنار التي أعدها لهم، قال تعالى في ذلك:[ ] {جزاء وفاقا}(1) أي وفاقا لأعمالهم الخبيثة النار المحرقة، وقال تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين}(2) وقال تعالى:[ ] {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين}(3) ومن ذلك تمكينه تعالى للمؤمنين بالانتقام من الظالمين فيما بين للمؤمنين من ظلمهم وغشمهم بالقول أو الفعل بالقسوة ونحوه، ومحبته سبحانه وتعالى لغير العقلاء المكلفين رضوانه عنهم وتعويضهم منه على الآلام الموت وغيره في الآخرة عوضا لا ينقطع لمن صار منهم مكلفا مطيعا مات على ذلك أو لم يتكلف، ومن عصى بعد أن صار مكلفا بإسقاط حريق النار لألمه في صغره ويخير بذلك ويجعل تعالى من الإلهام ما يعرف به أهل تلك الأعواض أنها أعواض وتفهم به الأخبار، وقد فصلنا هذا في باب الإنصاف في المظالم كاملا.
فصل [في الحجة الثانية: السنة]
والحجة الثانية السنة وهو يجب الإيمان بها بالتصديق اعتقادا وقولا، ويجب العمل بما صح منها.
صفحہ 85