فصل في تفاضيل الصفات في حق المخلوقين أفضلها العقل مع الإيمان، ثم العلم، ثم الكرم، ثم الشجاعة، ثم التوكل على الله تعالى أفضلها العقل مع الإيمان لقوله تعالى [ ]{صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة}(1) أي: صبغة الله تعالى بالإيمان والعقل لأنه أصل في وجوب الواجبات واجتناب المقبحات وذلك فعله وامتثاله هو التقوى، والتقوى أشرف خصال المخلوق [15أ] وقد جعل الله تعالى العقل أصل في التقوى فقال تعالى:[ ] {فاتقوني يا أولي الألباب}(2) ثم العلم لأنه لا يقبل عمل ولا يصح إسلام ولا إيمان مع فقده جميعا وذلك الإسلام، والإيمان هو خشية الله تعالى، فلا يصح مع فقد جميع العلم لقوله تعالى: [ ] {إنما يخشى الله من عباده العلماء}(3) والشجاعة في جهاد أعداء الله تعالى لقوله تعالى:[ ] {إن الله يحب الذي يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص}(4) والتوكل على الله لقوله تعالى:[ ] {فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين}(5) والكرم بالواجب وباجتناب القبح وما زاد على ذلك لقوله تعالى: [ ] {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}(6) وصفات الله تعالى لا توصف بتغاير لأنها ذاته -تعالى- بخلاف المخلوقين فإنها معاني .
صفحہ 62