فصل لا يجوز الشك على الله تعالى للشك لأنه لا يتشكك إلا من جهل حقيقة الأمر، والله تعالى عالم بجميع الأشياء وما ورد في كلام الله تعالى مما يوهم ذلك يجب تأويله على الوجه الذي لا يوهم الشك كقوله تعالى حاكيا عن رسوله يونس صلى الله عليه وسلم: [ ]{وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} وليس ذلك التخيير بواو التخيير لأنه شاك تعالى الله [12ب] عن ذلك علوا كبيرا، وإنما المقصود إلى مائة ألف أو يزيدون في مرأى الرائي يعني تعالى من كثرتهم إذا الرائي إذا رآهم قال إنهم مائة ألف أو يزيدون على ذلك لما يرى من كثرتهم، أو يكون بمعنى بل أي: أن الرائي إذا رآهم قال هم مائة ألف ثم يقدر أنهم أكثر فيقول بعد ذلك أو يزيدون يعني:بل يزيدون وقال الهادي -عليه السلام: إنها بمعنى واو الجمع أي مائة ألفا ويزيدون أي: ويزيدون على ذلك، والشك هو استواء أحد تغليب المجوزين ظاهري التجويز ولا يعارض الشك ما علم أصله ولا ما ظن في بعض الأشياء، والظن زيادة تغليب أحد المجوزين ظاهري التجويز، والعلم ضروري كالذي يعلم بأحد الحواس الخمس واستدلالي؛ كالذي طريقه النظر في الصنع كمعرفة الله تعالى وتصير بعد ذلك في حق العلماء العاملين ضرورية لأنها لا تنتفي بشك ولا يشبهه مع السكوت واستحضار الأدلة كلها كثيرة قطعية والله اعلم بكل الصواب .
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطاهرين
صفحہ 51