القياس الأولى في سورة {يس) من قوله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون}(1) وعلى إطلاق قوله تعالى: {أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون}(2) وقوله تعالى: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}(3) وقوله تعالى: {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون}(4) وقوله تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}(5) وقوله تعالى: {واجعلنا للمتقين إماما}(6) وقوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه وخليفة رسوله))(7)، ولم تفصل هذه الأدلة بصريحها بين الخليفة الأول والثاني والثالث وأكثر، والمبتدأ والمتأخر في وقت أو أوقات أو مصر أو أمصار فنافاها حديث الخليفتين -أعني هذه الأدلة- وهي لا تحتمل تأويلا ولا نسخا لأنها أصول دين وأخبار لا يغير معانيها، وحديث الخليفتين محتمل للتأويل فوجب تأويله إن صح ليوافق القرآن والسنة المحكمين، ووجب تأويله إن صح لما يؤدي إليه من المفاسد من استحلال قتل النفس المحرم بغير حق ولمنافاته -أعني حديث خليفتين- قوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: كفر بعد إيمان، وزنا بعد إحصان، وقتل نفس بغير حق))(8) فما بقي حينئذ إلا تأويل الخليفة.
صفحہ 215