295

البديع فی علم العربیہ

البديع في علم العربية

ایڈیٹر

د. فتحي أحمد علي الدين

ناشر

جامعة أم القرى

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٠ هـ

پبلشر کا مقام

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

اصناف

فلا حاجة إلى تعريفه، فإن أردت بقولك: ضربت الضّرب، ما يستحقّ أن يسمّى ضربا على الحقيقة، جاز وحسن؛ من حيث إنّه أشبه الموصوف.
فإن كان المصدر مؤقّتا، عمل فيه الفعل وهو معرّف تعريف الجنس، تقول: قد تضرب الضّربة فتغنى عنّا الضّربات الكثيرة؛ لأنّ الفعل لا يدلّ على المؤقّت؛ فلا يكون فى حكم التّكرير.
الحكم الثّانى: إذا أضفت إلى المصدر ما هو وصف له فى المعنى، تنزّل منزلته، تقول ضربته ضرب زيد عمرا، تقديره: ضربته ضربا مثل ضرب زيد عمرا، فحذفت المضاف وأقمت المضاف إليه مقامه، ولولا هذا المحذوف لكان الكلام محالا؛ لأنّه ينبئ أنّك أحدثت ضرب زيد، ومثله: ضربته كما ضرب زيد عمرا، أى: ضربا كما ضرب، ومنه قول الرّاجز (١):
حتّى إذا اصطفوّا لنا جدارا
وقول الآخر (٢):
ولم يضع ما بيننا لحم الوضم
أى: اصطفا فامثل اصطفاف جدار، و: إضاعة مثل إضاعة لحم الوضم.
وتقول: سرت أشدّ السّير، وصمت أحسن الصّيام، فتنصب" أشدّ"

(١) - هو العجاج، والبيت من أرجوزه يمدح فيها الحجاج، ويذكر فتكه بالخوارج. انظر: ديوانه ١٤٤.
وانظر: الخصائص ٣/ ٣٢٢، ٣٢٣، والمحتسب ٢/ ١٢١. وقوله: اصطفوا: يعنى الخوارج، يريد:
أنهم برزواله فى الموقعة، وجواب الشرط فى قوله بعد ذلك:
أورد حذّا تسبق الأبصارا ... يسبقن بالموت القنا الحرارا
والمراد بالحذّ: السّهام الخفيفة، والحرار: جمع الحرّى؛ وصفها بذلك لحرارة الطعن بها.
(٢) - هو العجاج من أرجوزة يخاطب فيها مروان بن الحكم. انظر: ديوانه ٢٧٨ وانظر أيضا:
الخصائص ٣/ ٣٢٢، ٣٢٣ برواية:
ولم يضع جاركم لحم الوضم
والوضم: كل شئ يوضع عليه اللّحم من خشب وغيره، ليقيه من الأرض.

1 / 134