27

بذل المرام في فضل الجماعة وأحكام المأموم والإمام

تحقیق کنندہ

عبد الرؤوف بن محمد الكمالي

ناشر

دار النشر الإسلامية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1423 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

ومنها: إنشاء المساجد وعِمَارتُها، ونصب مؤذن وإمام.

و[منها] (١): إيقاع الصلوات في أول وقتها؛ لأنه أحب الأعمال إلى الله تعالى كما ورد في الخبر: ((أحب الأعمال إلى الله: الصلاة لأول وقتها))(٢).

ومنها: انتشار الرحمة على المصلين، وتشبيههم بصفوف الملائكة والمقاتلين؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ، صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾ [الصف: ٤]، فإذا دخل الإِنسان صف القتال فقد أحرز نفسه بغيره من المقاتلين، ومن دخل صف الصلاة فقد أحرز نفسه من عدوّه الشيطانِ بإخوانه المسلمين، وقد قال ﷺ: ((عليكم بالجماعة، فإن الشيطان مع الواحد(٣).

فحيث كان ما ذكرنا بعضُ ما اشتملت عليه من الأسرار، وحوته من لطائف المعاني وبدائع الأنوار، كيف تسمح نفس المؤمن بتركها من

(١) ليست في الأصل، والسياق يقتضيها.

(٢) أصل الحديث متفق عليه، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي ﷺ: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتها)) ... الحديث، أخرجه البخاري (٩/٢)، ومسلم (٨٩/١، ٩٠). وجاء في غير الصحيحين لفظ: ((الصلاة في أول وقتها))، لكنه - على التحقيق - يظهر أنه مروي بالمعنى، وهو خلاف رواية الجماعة، فلا يثبت. انظر: ((فتح الباري)) (١٠/٢)، وضعّف النووي في ((المجموع)) (٥٤/٣) رواية: ((أول وقتها)).

(٣) أخرجه الترمذي (٢١٦٥)، والحاكم (١١٤/١) وصححه ووافقه الذهبي، وهو من حديث عمر رضي الله عنه، وأوله: ((أوصيكم بأصحابي ... ))، وقال الترمذي: ((حسن صحيح غريب)). اهـ.

27