============================================================
[1/34) الشهيد له أعمال صالحة، وقد كفرت الشهادة أعماله السيئة غير( حقوق العباده فإن أعماله الصالحة تنفعه في موازنة ما عليه من الحقوق والتبعات، فيوفي ما عليه من أعماله الصالحة بمن الله ورحمته.
ولا يلزم من حصول الشهادة سقوط حقوق العباد، فإن عدم بقاء شيء من التبعات على السالم من الدين، إنما هو من ضرورة الواقع لا من جزاء الشهادة. ومثال ذلك أن بعض خواص الملك لو ظلم آخر من أخصائه- مثلا - فاقتص الملك منه للآخر حقه، لم يناف ذلك إكرامة(1) لمن اقتص منه. يل الواقع أن كثيرا منهم يبالغ في إكرام [بعض](2) أخصائه، ويستوفي مع ذلك منه حق من ليس من أخصائه ايثارا للعدل ومحبة في الإنصاف. فكيف بمن { لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضعفها(2).
وعرف بهذا التقرير أن فائدة الاسثناء في قوله : هإلا الدين" الإشارة إلى التفرقة بين من لا تبعة عليه؛ فلا يعوقه شيء عن التنعم بثواب الشهادة، وبين من عليه تبعة؛ فيتعوق ويتنفص بسبب التبعة(4) إلى أن يوفيها لصاحبها.
ويؤيد ذلك حديث آبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "إذا خلص المؤمنون - يعني من الصراط- حيسوا عند قنطرة بين الجنة والنار، يتقاضون مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا، آذن لهم في دخول الجنة. الحديث. متفق عليه.
فلا شك أن مرتبة هؤلاء الذين يحبون عند القتطرة دون مرتبة من يؤذن له في دخول الجنة بغير تعويق.
(1) في الأصل: كرامة، والصواب في باقي النسخ: (3) النساء:4 (2) من ظ،ف،4 (4) ظ: التبعية تحريف.
صفحہ 81