بذل المعون في فضل الطاعون
Badhl al-Maʿun fi Fadl al-Taʿun
اصناف
الفصل الثاني ذكر البيان الدال على أن الطاعون غير مرادف للوباء ، وأن إطلاقة عليه إنما هق يطريق المجاز لكونه أخص منه ثبت في والصحيحين، والموطأ من حديت أبى هريرة رضى الله عنه قال : رقال رسول الله .
على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال .
وأخرجه البخارى من حديث أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله .
المدينة بأتيها الدجال فيجد الملائكة، فلا يدخلها الدجال :ولا الطاعون إن شاء الله تعالى .
وقد أخرج البخاري ومسلم - في كتاب الحج - من طريق أبى .
أسامة ، عن هشام بن عروة عن أبيه ، عن عائشة رضى الله عنها قالت.
قدمنا المدينة وهى أوبا أرض الله تعالى . . . الحديث.
وفيه قول بلال رضى الله عنه : اللهم العن شيبة بن ربيعة ، وعتبة بن ربيعة ، وأمية بن خلف ، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء فلو كان الطاعون هو الوباء لتعارض الحدشان ، لكن لا تعارض بينهما لأن الطاعون أخص من الوباء .
وقولها : أوباه أفعل تفضيل ، من الوباء ، وهو يمد ويقصر قال أهل اللغة هو المرض العام ، يقال أوبات الأرض فهى موبثة ، ووبئت فهى وبيئة ووبئت - بألضم - فهى موبوءة . وأرادت عائشة رضى الله عنها في وصف المدينة بالوباء كثرة ما كان بها من الحمى وقد دل حديث أبى عسيب الماضى ، أنه اختارها على الطاعون وأقرها بالمدينة . ثم دعا الله فنقلها إلى الجحفة، كما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة أيضا وبقيت منها في المدينة بقايا، ففي قضة العرنيين في الصحيحين من حديث أنس رضى الله عنه ، أنهم استوخموا المدينة . وفى لفظ أنهم قالوا: إن هذه أرض وبيئة وفى رواية : أن أبدانهم سقمت ، وأن ألوانهم اصفرت .
والجمع بين الحديئين : أن الحمى كانت تصيب بالمدينة من أقام بها من أهلها، ومن ورد عليها من غير أهلها، فلما دعا له
نامعلوم صفحہ