أميمة! أميمة!
أسامة (يحاول أن ينهض، ولكنه لا يستطيع، فيمد يده ليقبض على السيف فيتناوله، ثم لا يلبث أن يسقط من يده) :
سيفي، سيفي ... آه، آه، آه. (يظل على الأرض يتأوه ويسدل الستار.)
الفصل الثاني
يكشف الستار عن قطعة أرض من بستان الروضة، فيه إلى اليمين مقعد من الخشب جميل الصنع عليه متكآت من الريش، وهذا البستان على نهر النيل، وطريق الجيزة ظاهر من وراء الماء، وإلى يسار المرسح بالنسبة للمتفرج قصر عربي جميل البناء، هو قصر الهودج الذي بناه الخليفة الآمر للبدوية. أما هذا القصر فيقع عند الممثلين في منتصف الجدار الأيسر للمرسح، بحيث تبقى مسافة بينه وبين النيل، ومثلها بينه وبين المتفرجين، وللقصر باب صغير إلى جانبه نافذة صغيرة ذات شباك مربع من النحاس، إذا ارتفع الستار وجدت البدوية جالسة على المقعد في ملابس جميلة، والمرأة ريطة - بفتح الراء، وتسكين الياء، وفتح الطاء، التي ورد ذكرها في الفصل الأول - واقفة إلى يمينها، فهي متجهة إلى الجمهور، وهي لابسة ملبس الوصيفات، ووجهها قد شوه بشيء من الكحل مدلى فوق خدها يستر حقيقة خلقتها الجميلة، والمرأة عصبية المزاج شديدة النشاط، أما البدوية فظاهرة الكآبة في جلستها، ويراها الرائي قد اتكأت بمرفقها إلى جانب المقعد وأسندت رأسها براحتها؛ ولذا فهي مائلة في الرقدة ...
البدوية :
تشفقين علي، وأنت التي أغريت الخليفة بي؟
ريطة :
إذا ساءك ما فعلت فحسن ظني شافع، لقد زعمت أنك تعرفين أن الدنيا أربعة أمور: مأكل، ومشرب، وملبس، ومنامة. وإن الذي ينالها على أحسن حال هو السعيد، وإنك تعلمين أن هناك شيئا خامسا لا أستطيع ذكره في حضرتك، فإذا أنا مكنتك من كل ذلك في قصر الخليفة، وكان الخليفة لك زوجا، كنت ...
البدوية :
نامعلوم صفحہ