224

أفانين شتى من عقيق ومن در

فقلت له أسعف فقيرا وداوه

عسى يكشف الرحمن ما بك من ضر

في موقف التوديع

لم أجد فيما أعرف من فلسفة اللغة أصدق من كلمة «وداع»؛ فإنها مفترقة الحروف إذ كانت تؤذن بالفراق:

ومهجتي ساعة توديعه

تفرقت مثل حروف الوداع

فإن أردتم جمع تفريقها

فذاك موقوف على الاجتماع

الوداع، ما هذا الذي أجد عند كتابة هذه الكلمة؟ ما لي أغص بريقي حين أراها مسطورة في كتاب؟ أتراها قبست من قلوب المودعين فهي جمرة تلتهب ونار تشتعل؟ أم تراها أخذت من زفراتهم المتقطعة، فهي تقطع القلوب، وتفتت الأكباد؟ وما لي أراها محزنة مبكية؟ أتراها عين ما سمي بها، ونفس وما وضعت له؟ أم هي مقلوبة عن «أوعد» ففيها الإرهاب والتخويف؟

نامعلوم صفحہ