بدائع الزهور

ابن ایاس d. 930 AH
163

============================================================

دولة أحمد بن ينولون 113 قال عبد الله بن عبد الظاهر : لما فرغ الأمير أحمد بن طلولون من بناء مدينة القطائع، ابتدأ بيناء جامعه، وقد ابتدأ قى عمارته سنة ثلاث وستين، وانهى العمل 3 منه سنة ست وستين ومائتين، وبلغت النفقة على بنائه مائة ألف دينار وعشرين آلف دينار

قال ابن عبد الظاهر: لم يكن بمصر بتعة أعظم من البقعة التى بنى فيها هذا الجاءع،

وكان هذا المكان يسمى جبل يشكر، قيل إن موسى، عليه السلام ناجى ربه عليه، وهو مشهور بإجابة الدعاء فيه : فاما فرغ من بنائه، لم يعل فيه أحد من الناس، وقالوا : هذا يتى من مال حرام، لا يچوزفيه العلاة؛ فلما بلغ الامير آحمد ذلك، خطب فيه، وحلف بالله العظيم أنه ماينى هذا الجامع من مال حرام ، وإنا بناه من كنز ظفر به عند الأهرام ، فعند ذلك ساوافيه الناس 1ما ان بعض الناس عاب قبلته، وقال إنها ضيقة، شطب وقال فى خطبته : قد رأيت النبى، صلى الله عليه وسلم ، فى المنام ، وهو يقول لى : "يا أحمد ابن قبلة هذا

الجامع على هذا الوضع"، وخط لى فى الأرض صورة ما يعمل ، فما أمكننى أن أزد بعد 10 ذلك، ولا أنقص، فلما أمبحت وجدت الثمل قد أطاف على ذلك الخط، فوشعت أساس المحراب عليه ، وإلى الآن يسمى محراب التمل .

قيل: لماكمل بناء المحراب ، جعل عليه منطقة من العنبر معجون بمسك، لتفوح 18 راتحتبا على المسليين به، وعلق بهذا الجامع عشرة الاف قنديل مر الزحاج المذقب: وكان فى صحنه قبة ، على عشرة عمد (680) من رخام أبيض، وهى مغروشة 2 بالرخام الملون، وفى وسطها فوارة يفور منها الماء، يطلع من قصعة رخام أبيض، قطعة واحدة، دورها أربعة أذرع فى مثلها، تفور بالماء ليلا ومهارا برسم الوضو،؛ ثم فرشه بالحصر العبدانى؛ وكان على صحنه شبكة من جميم جوانبه لأجل العصافير.

(8) لم يعل: لم يصلى:

صفحہ 163