بدائع البدائه
بدائع البدائه
وأنفذته إليه وهو في مجلس أنه مع مملوك لي للوقت، فعاد مخلوعًا عليه خلعة خاصة
الفصل الثاني
فيما وقع من بدائع البدائه من غير اقتراح
روى مرة أن بن محكان السعدي تميم
قدم بين يدي مصعب بن الزبير أيام ولايته العراق لأخيه عبد الله بن الزبير - وأظن ذلك بعد وقعة الحرة، ودخول مصعب البصرة - فأمر رجلا من بني أسد بقتله، فقال مرة بن محكان بديهًا:
بني أسدٍ إن تقتلوني تحاربوا ... تميمًا إذا الحرب العوان اشمعلت
ولست وإن كانت إلى حبيبةً ... بباكٍ على الدنيا إذا ما تولت
وذكر الطبري
أن الوليد بن عبد الملك - أو سليمان - مضى إلى الحج، فلما وصل إلى المدينة أتى له بجماعة من أسرى الروم ففرقهم على أشرافها ليقتلوهم، فأعطى عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ﵃ أسيرًا منهم ليقتله، فقام وحسر عن ساعديه، وطلب سيفًا فلم يجسر أحد أن يعطيه سيفًا، فناوله بعض الحرس سيفًا كليلا، فضرب به الأسير ضربةً أطارت رأسه وبعض كتفه، فعجب الناس وقالوا: ما قطعها إلا حسبه. ثم أعطى أسيرًا لجرير، فقام إليه بعض بني عبس سيفًا صارمًا فضرب به الأسير فأطار رأسه، ثم أعطى أسيرًا للفرزدق. فدس اليه بعض بني عبس سيفًا كهامًا ضرب به الأسير نبًا فضحكوا وخجل الفرزدق ثم قال: يا أمير المؤمنين، هبه لي ففعل. فأعتقه، ثم قال مرتجلا يعتذر، ويعير بني عبس:
فإن يك خان أو قدر نبا ... لتأخير نفسٍ حينها غير شاهد
فسيف بني عبسٍ وقد ضربوا به ... نبا بيدي ورقاء عن رأس خالد
كذاك سيوف الهند تنبو ظباتها ... وتقطع أحيانًا مناط القلائد
- عيرهم بنبو سيف ورقاء بن زهير بن جذيمة عن رأس خالد بن جعفر الكلابي قاتل أبيه زهير، وقد كان ضربه عدة ضربات، وهو ملقٍ نفسه على زهير، فلم يصنع شيئًا، وفي ذلك يقول جرير يهجو الفرزدق:
بسيف أبي رغوان سيف مجاشعٍ ... ضربت ولم تضرب بسيف ابن ظالم
فأجابه الفرزدق بقوله:
1 / 183