ثمّ (الخريفُ)، وأنواؤه: النّسْران، ثمّ الأَخضرُ، ثمّ عرقوتا الدَّلْوِ الأوليان.
ولكلِّ مطرٍ من الوَسْمِيِّ إلى الدَّفَئِيِّ ربيعٌ.
وإنّما هذِهِ الأَنواءُ في غيبوبةِ هذِهِ النجومِ.
فأَوَّلُ القَيْظِ طلوعُ الثُّرَيّا وآخِرُهُ طلوعُ سُهَيْلٍ.
وأَوَّلُ الصَّفريَّةِ طلوعُ سُهَيلٍ وأخِرُهُ طلوعُ السِّماكِ.
وأوَّلُ الصَّفرِيّةِ أربعون ليلةً، يختلِفُ حرُّها وبَرْدُها تُسَمَّى المُعْتَدِلات.
وأمَّا المُعْتَدِلاتُ (٩٣)، بالذّالِ: فالشَّدِيداتُ الحَرّ.
ثمّ أَوَّلُ الشتاءِ طلوعُ السماك وآخِرُهُ طلوعُ الجَبْهَةِ.
وأَوَّلُ الدَّفَئِيّ وقوعُ الجبهةِ وآخِرُهُ الصَّرْفَةُ.
وأَوَّلُ الصيفِ السِّماكُ الأَعْزَلُ، وهو الأَوَّلُ. وآخِرُ الصيفِ السِّماكُ الآخرُ الذي يُقالُ له: الرَّقيبُ، وفيها أربعون ليلةً أو نحو ذلك.
وكانتِ العَرَبُ تجعلُ للصيفِ نجومًا وللشتاءِ نجومًا: فأَوَّلُ نجومِ الصيفِ الثُّرَيّا، وهو النَّجْمُ. فقالتِ العربُ في ذلك: إذا طَلَعَ النَّجْمُ فالصيفُ في حَدَمٍ والعُشْبُ في حَطَمٍ (٩٤) .
وقالَ بعضُهُم: إذا طَلَعَ النجمُ جعلتِ الهواجِزُ تحتدِمُ لشِدَّةِ الحرِّ (٩٥) .
ثم يطلعُ الدَّبَرانُ. فإذا طلعَ الدَّبَران حميتِ الحِزَّان واستعرتِ الذِّبَّان (٩٦) .
وقالَ بعضُهُم: إذا طلعَ الدَّبَران تَوَقَّدَتِ الحِزَّانُ (٩٧) . وهي ظواهِرُ صُلْبَةٌ من الأرضِ ولَيْسَتْ بجبالٍ.
ثم تطلُعُ (٩٨) الجوزاءُ. فإذا طَلَعَتِ الجَوْزاءُ حَمِيَتِ المَعْزاء، واكتَنَسَتِ الظِّباءُ، وأَوْفَى في عودِهِ الحرباءُ (٩٩) .
وقالوا أيضًا: إذا طلعتِ الجوزاءُ انتصبَ العودُ في الحرباء (١٠٠) . يعني: ينتصبُ الحرباءُ
_________
(٩٣) اللسان والتاج (عذل) .
(٩٤) المخصص ٩ / ١٥.
(٩٥) الأزمنة والأمكنة ٢ / ١٨٠. (٩٦، ٩٧) الأنواء ٣٩، الأزمنة والأنواء ١٦٤. وفي الأصل: حميت.
(٩٨) في الأصل: يطلع. (٩٩، ١٠٠) الأزمنة والأمكنة ٢ / ١٨١، المخصص ٩ / ١٥.
1 / 25