فهذا الذي رسمه أهل الحساب في مقادير الشهور العربية (1)؛ وهو مبني على حساب المفارقة (2).
ولم تكن العرب تعمل به، وإنما كان اعتمادهم على الأهلة. فكانوا يفتحون الشهر إذا رأوا الهلال، ويجعلون ابتداءه من أول الليلة التي ظهر فيها الهلال.
وكانوا يسمون تلك الليلة غرة الشهر لكون الهلال في أولها كالغرة في وجه الفرس. ثم لا ينقضي الشهر عندهم حتى يروا الهلال كرة أخرى، فيبتدئون حينئذ شهرا ثانيا.
قال الشاعر:
إذا ما سلخت الشهر أهللت مثله
كفى قاتلا سلخي الشهور وإهلالي
(3)
يقال: سلخت الشهر إذا خرجت منه. وانسلخ الشهر إذا انقضى. وأهللت الهلال إذا رأيته. فهكذا كانت العرب تعمل في حساب شهورها.
صفحہ 46