فقال فؤاد فاترا: ولكنك بغير شك تجدين هناك ميدانا عظيما لقلبك الكبير.
فقال سعيد: هكذا قلت لها مرارا، إن هؤلاء المساكين الذين يعيشون في الريف في أشد الحاجة إلى أن يعيش بينهم أمثالها.
فقال فؤاد في هدوء: بلا شك، ولو وجدنا الوسيلة إلى الإقامة بينهم ولو بين حين وحين لردوا إلينا الصنيع مضاعفا، لقد عشت بين هؤلاء أعواما وأستطيع أن أدرك مقدار المتعة التي يمكن أن نجدها في الحياة بينهم.
وعادت إلى ذهنه صورة قوية المسكين وتعويضة امرأته، وسأل في سره: ألا كيف حالهما؟ وماذا آل إليه أمر قوية؟
وسمع صوت علية تقول عند ذلك: لا لا، لقد فضلنا أن نخاطر بحياتنا هنا على أن نبقى بين تلك الحقول الخضراء بما فيها من متاعب.
وقامت عند ذلك مسرعة فنظرت من النافذة وصاحت تنادي في حماسة: صدقي، تعال.
وسارت تفتح له الباب قائلة: سأجد على الأقل واحدا يشاركني في رأيي.
وغاص قلب فؤاد كأنه يهوي في فراغ عميق، ثم دخل صدقي بقامته المديدة ووجهه الجميل، وسمع صوته القوي يقول: صباح الخير يا علية، ماذا أتى بك إلى هنا؟
فقالت: فؤاد هنا.
فصاح صدقي: الحمد لله على السلامة.
نامعلوم صفحہ