واحرق ما كانت لنا من مصاحفٍ ... وخلطها بالزبل أو بالنجاسةِ
وكل كتاب كان في أمر ديننا ... ففي النار ألقوه بهزءٍ وحقرة
ولم يتركوا فيها كتابًا لمسلم ... ولا مصحفًا يخلي به للقراءة
ومن صام أو صلى ويعلم حاله ... ففي النار يلقوه على كل حالة
ومن لو يجيء منا لموضع كفرهم ... يعاقبه اللباط شر العقوبة
ويلطم خديه ويأخذ ماله ... ويجعله في السجن في سوء حالة
وفي رمضان يفسدون صيامنا ... بأكل وشرب مرة بعد مرة
وقدر أمرنا أن نسب نبينا ... ولا نذكره في رخاء وشدة
وقد سمعوا قوما يغنون باسمه ... فأدركهم منهم ألم المضرة
وعاقبهم حكامهم وولاتهم ... بضرب وتغريم وسجن وذلة
ومن جاءه الموت ولم يحضر الذي ... يذكرهم لم يدفنوه بحيلة
ويترك في زبل طريحًا مجدلا ... كمثل حمار ميت أو بهيمة
إلى غير هذا من أمور كثيرة ... قباح وأفعال غزار ردية
وقد بدلت أسماؤنا وتحولت ... بغير رضًا منا وغير إرادة
فآهًا على تبديل دين محمد ... بدين كلاب الروم شر البرية
وآهًا على أبنائنا وبناتنا ... يروحون للبلاط في كل غدوة
يعلمون كفرًا وزورًا وفرية ... ولا يقدروا أن يمنعهم بحيلة
وآهًا على تلك المساجد سورت ... مزابل للكفر بعد الطهارة
وآهًا على تلك الصوامع علقت ... نواقيسهم فيها نظير الشهادة
وآهًا على تلك البلاد وحسنها ... لقد أظلمت بالكفر اعظم ظلمة