74

انسان کہاں ہے

أين الإنسان

اصناف

تضيء الأرض من أعلى سماها

وتهدي من يسافر في فناها

فماذا أنت يا باهي سناها

أضئ فالله خصك بالضياء (3) الهواء والغذاء

ثم قال: إنكم لا تعقلون نعمة الهواء، وتفهمون نعمة الغذاء، وخيرهما أولهما، وما حمدتم الله على الهواء، وحمدتموه على ما أعطاكم بعد منع من الغذاء، فما أجهل أكثر العالمين! (4) الأطباء والمرضى

وعلى هذا المثال، الأطباء والمرضى، فترى الناس لجهلهم بالطب، وحكم هذا العالم البديع، يحقرون ما لا يعقلون من المنافع العجيبة في العقاقير الطبية التي تحيط بهم عن أيمانهم وشمائلهم وفي دورهم وحقولهم، فاضطر أطباؤكم أن يكتبوها بلغة لا يعقلها المرضى الجاهلون، وزينوا لهم أغشيتها، وزوقوها، ليقبلها أولئك الغافلون. (5) العلماء والجهال

وهكذا الجهال، لا يعقلون الحكم فيما يحيط بهم، وفيما يسمعون من الأحاديث والحكايات في سمرهم. فيضطر العلماء أن يسندوا القول لعظمائهم، ويرووه عن كبرائهم من سائر الملل والنحل، والأمم والأجناس، ثم يصوغونه في مقال جميل. (6) الأمم المغلوبة

وترى بعض المتعلمين من الأمم المغلوبة، يصمون آذانهم عما لم يسمعوه من الغالبين، كأن المدافع والعلم مقترنان، وتراهم يقلدونهم في حركاتهم وسكناتهم، وخمرهم ولهوهم، ولعبهم، يظنون أن غلبتهم لهم نتيجة هذه الشناعات، وعلوهم عليهم من أجل هذه المخزيات، فتبا لقوم لا يعقلون، وأف وتف لمن لا يفهمون. (7) الأصنام

كانت تنصب التماثيل وتقام الصور، رموزا على المعاني، ودلالة على الفضائل، فجهل الناس مقصودها، واتخذوها آلهة فعبدوها، واجتمعوا حولها وقدسوها. (8) الرسل

فجاءت لكم رسل، نكسوا الأصنام، وأزالوا تلك الأعلام، ووجهوكم للتعقل والتفكير، والتعليم والتهذيب ، فطالت عليكم الآماد، وقست القلوب، فعلقتم بالألفاظ فحفظتموها، وظننتم أنها تنجي في الدارين، وأنتم لا تعقلون لها معنى ، ولا تفهمون لها مغزى، وصار أكثركم يدور كما يدور الحمار في رحاه، لا يجد عن المدار به محيصا، وما من أمة إلا تداوت بكلمات كتابها المقدس فظنت مجرد التلاوة بلا تفكير منجية، وتعليق كتابها على الرأس شافية، وغفلتم عن شفاء عقولكم بالمعاني وسعادتكم في الدنيا بالتفكير. (9) الحكومات

نامعلوم صفحہ