میری زندگی کے صفحات (پہلا حصہ)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
اصناف
آه يا أستاذة التمرد والإبداع
أريد أن أطير معك في الحلم
إلى حيث أعثر على نفسي من جديد.
إلى جوار كريس كانت تجلس كارولين، تتريض معي أحيانا في الغابة، تفضل الرسم على الكتابة، في طفولتها كانت مثلي تطير في الحلم، لم تحلم أختها بالطيران أبدا. سألتني كارولين: لماذا يعجز بعض الناس عن الطيران في النوم؟! أهدتني لوحة رسمت فيها نفسها محلقة في الجو، تحرك ذراعيها في الهواء وتطير كما كنت أفعل في أحلامي بدون أجنحة. وهي فتاة أميركية ولدت في مدينة نيويورك، عيناها زرقاوان، نفاذتان، بشرتها سمراء، ولدتها أمها في حي هارلم الفقير، أبوها أسود اللون جندوه في حرب فيتنام ولم يعد، حصلت على منحة تفوق وجاءت إلى جامعة ديوك تدرس الرسم والإبداع، تشتغل وأمها في هارلم، تشتغل عاملة في مصنع للبلاستيك، تنفق على البيت وأطفالها الأربعة.
قالت كارولين وهي تودعني: سأدخر ثمن التذكرة إلى القاهرة وأزورك يا نوال، أصبحت تناديني باسمي، رغم فارق العمر نتبادل الحديث كأنما من عمر واحد، في طفولتها تذهب مع أمها إلى الكنيسة، كانت في العاشرة من عمرها، سرقت من زميلة لها في المدرسة قلما ملونا، كانت تحب الرسم ولم تكن تملك ثمن القلم الملون. سمعت في الكنيسة أن السرقة حرام، وأن الاعتراف ضروري لمسح الذنوب، تسللت من وراء أمها وذهبت إلى القسيس، طلب منها أن تركع وتعترف، أغمضت عينها واعترفت بالسرقة، ربت القسيس بيده على كتفها وقال: غفر الله لك يا كارولين. ثم امتدت يده من كتفها إلى صدرها وبطنها، همس في أذنها: لا تخافي ولا تصرخي أنت فتاة مؤمنة يحبها الله. لكن كارولين صرخت من الألم، عرفت أمها ما حدث، تكتمت الخبر، خرجت كارولين من الحادثة سليمة، لم تحمل بالمسيح مثل العذراء مريم، وفقدت إيمانها بالله والكتاب المقدس.
أول يوم دخلت إلى الفصل سألت الطالبات والطلبة: لماذا اخترتم هذا الفصل بالذات؟ قال كريس: أنا أدرس الموسيقى، كنت متمردا منذ الطفولة، أريد أن أعرف العلاقة بين التمرد والإبداع. وقالت كارولين: أنا أدرس الرسم، في الطفولة كنت أحلم بالطيران، أختي لم تكن تطير في الحلم، أريد أن أعرف لماذا يعجز بعض الناس عن الطيران في الحلم. وقالت طالبة هندية اسمها مايا: قرأت روايتك «فردوس»، وتغيرت حياتي، فوجئت باسمك ضمن الأستاذات في جامعة ديوك، جئت إلى هنا لأكون طالبة من فصلك. بشرتها سمراء، عيناها سوداوان يكسوهما البريق، شعرها أسود غزير، في نهاية العام الدراسي بدأت تكتب رواية طويلة قبل أن تعود إلى الهند.
كان شريف قد سبقني في السفر إلى القاهرة، قال لي: يمكننا العودة إلى الوطن وقد زال الخطر إلى حد كبير، جاءتنا رسائل تقول إن قائمة الموت لم تعد هناك والأحوال في مصر أكثر هدوءا. سافر شريف، وبقيت في جامعة ديوك ثلاثة شهور أخرى حتى انتهى العام الدراسي.
الطائرة تحلق فوق المحيط الأطلسي متجهة شمالا نحو نيويورك، أول مرة ركبت الطائرة منذ سبعة وثلاثين عاما، منذ الطفولة كان هناك حلم يتكرر أنني أطير في الجو، أحرك ذراعي كالجناحين وأشعر بجسمي ينفصل عن الأرض ويحلق في السماء، كأنما أمتطي جوادا له جناحان، أخترق السحب، أجدني في عوالم أخرى وبلاد لا أعرفها، وأتلفت حولي في ذعر، أرى الأرض بعيدة راقدة في الظلمة، ومصباح صغير في نافذة وطفلة مؤرقة في الليل ترمق الطائرة في السماء، تلمع في الخضم الأسود كالنجمة.
تشهق جدتي حين أحكي لها الحلم. - هذه ليست أحلام البنات. - وماذا تحلم البنات يا جدتي؟ - يحلمن بالعريس وفستان الزفاف.
لكني لم أحلم بالعريس أو فستان الزفاف، وفي كل عيد يشتري لي أبي فستانا جديدا، ويشتري لأخي طائرة صغيرة لها زمبلك. كان أخي يلوي الزمبلك بأصابعه حتى يتكسر، يقذف الطائرة في الهواء، لكنها لا تطير، تسقط إلى الأرض، كنت أجلس إلى جوار حطام الطائرة ثقيلة القلب، أجمع أشلاءها وأعيد تركيبها لتصبح طائرة من جديد، أركب الزمبلك مكانه أسفل البطن، أحركه ناحية اليمين دورة واحدة أو دورتين، فجأة تتحرك الطائرة وتحلق في الغرفة، أصفق بيدي الاثنتين وأصرخ من الفرح، تسمعني جدتي أو إحدى النسوة من عائلة أمي أو أبي، أرى تكشيرة الغضب فوق وجهها، تشد الطائرة من يدي وتلقي بها على الأرض ثم تصرخ: تعالي المطبخ لا وقت للعب!
نامعلوم صفحہ