ولك ابتسامة ملحنة كأنها نشيد وجد، يترقرق فيها صوتك الرخيم الذي هو أيضا تصوير الابتسامة بحروف ورنين. •••
المعنى الذي يتحول بغيره، يقابله المعنى الذي لا بد أن يحول غيره. إنها مشكلة عجيبة كأن حلها أعجب منها.
فما توجد امرأة هي جميلة فاتنة في وهم رجل، إلا انبعث من شخصها معنى ليس في أحد غيرها، كأن فيها وحدها ما لا يوجد في آدمي، وفي هذا السيال المعنوي يذوب كل شيء، وترى هذا الرجل يصغر للحب - ولا أقول يصغر به - فيرجع كالطفل تتولاه الطبيعة متمثلة في امرأة ... امرأة تعمل وحدها فيما يسوء، ويسر عمل الدنيا، وأكبر من عمل الدنيا!
لكل محب مع المخلوقات التي يعيش بينها مخلوقات من خواطره وآماله، وهذا برهان آخر على أن الشخص المحبوب أحد قوتين متقابلتين في الخلق.
3
وقد تهتم الحبيبة أن تكاشف محبها، ولكنها بابتسامة ظريفة ترد أفكارها الخطرة إلى أماكنها، وبهذه الابتسامة عينها تزعج في نفس محبها تلك الأفكار من أماكنها.
آه من تلك الابتسامة المرحلة الذاهلة! عليها لعيني المشتاق سمة من فتح ذراعيه، وضم وقبل! •••
في ابتسامة الحبيب يتنقل العاشق بروحه بين المعاني والخيالات الشعرية السماوية، وفي تلك النظرات منه يسافر بقلبه إلى أحلامه البعيدة كما يسافر الفلكي بعينه إلى النجوم في (التلسكوب).
يسمونه ابتساما، ولكن حين يظمأ النبات لا يقول للناس: أريد الماء، بل يقول للشمس وحدها. أريد من شعاعك البارد العذب يا حبيبتي!
الماء حين يبصر تحرق الإسفنج وقد جف وانكمش يقول: إن كل ثقب من هذه الثقوب نفس ظمأى.
نامعلوم صفحہ