فقال جبل بهدوء: افتح الباب يا عم حمدان.
وزغردت تمر حنة ثم صاحت: كان أبوك رجلا طيبا وأمك امرأة شريفة.
فضحك حمودة قائلا: مباركة عليك شهادة الزانية.
فصاحت تمر حنة غاضبة: اسم الله على أمك ولياليها الملاح عند حمام السلطان.
وأسرعت بإغلاق النافذة فصك الحجر المنطلق من يد حمودة الضلفة من الخارج محدثا دويا هلل له الصبية في الأركان. وفتح باب الربع فدخل جبل مستقبلا جوا رطبا وهواء غريب الرائحة. واستقبله أهله بالعناق واختلطت الكلمات الطيبات. ولكن قطع الترحيب عليهم جعجعة شجار آتية من أقصى الحوش، فنظر جبل فرأى دعبس مشتبكا في شد وجذب مع رجل يدعى كعبلها، فمضى نحوهما ودفع نفسه بينهما وهو يقول بحدة: تتشاجران وهم يحبسوننا في بيوتنا؟!
فقال دعبس خلال أنفاسه المضطربة: سرق البطاطة من حلة على نافذتي.
وصاح كعبلها: هل رأيتني وأنا أسرق؟ حرام عليك يا دعبس!
فصاح جبل غاضبا: فلنرحم أنفسنا كي يرحمنا من في السماء!
لكن دعبس قال بإصرار: بطاطتي في بطنه وسأستخرجها بيدي.
فقال كعبلها وهو يعيد طاقيته إلى رأسه: والله ما ذقت البطاطة من أسبوع. - أنت اللص الوحيد في هذا الربع.
نامعلوم صفحہ