اولاد حارتنا

نجیب محفوظ d. 1427 AH
222

اولاد حارتنا

أولاد حارتنا

اصناف

فتعجب صادق ثم قال ناصحا: المرأة المحبة لعبة في يد الرجل!

فقال قاسم غاضبا: إلا إذا كان الرجل محبا مثلها!

ثم وهو يحدجه بنظرة عتاب: أنت يا صادق كأهل حارتنا لا يرون في الحب إلا وسيلة للاستغلال!

فابتسم صادق في حياء وقال كالمعتذر: هكذا يفكر الضعفاء! لست في قوة حسن، ولا حتى في مثل قوتك أنت، فلا مطمع لي بحال في الفتونة، وفي حارتنا إما أن تكون ضاربا، وإما أن تكون مضروبا!

فغير قاسم من حدة نبرته كأنما قبل عذره وقال: يا لها من حارة عجيبة! صدقت يا صادق، إن حال حارتنا يبعث على الأسى!

فقال حسن باسما: آه لو كانت كما يشعر الناس نحوها في الخارج!

فقال صادق مصدقا لقوله: يقولون حارة الجبلاوي! حارة الفتوات المجدع!

فلاحت الكآبة في وجه قاسم، واختلس نظرة إلى مجلس سوارس في أول القهوة ليطمئن إلى أنهم بمنجاة من سمعه، وقال: كأنهم لا يسمعون عن تعاستنا! - الناس يعبدون القوة، حتى ضحاياها!

فتفكر قاسم مليا ثم قال: العبرة بالقوة التي تصنع الخير، كقوة جبل وقوة رفاعة، لا قوة البلطجية والمجرمين!

وكان الشاعر طازة يواصل حكايته قائلا: «وهتف به أدهم: احمل أخاك!

نامعلوم صفحہ