وتساءلوا عن هويته جميعا فقال جبل: قال لي بصوته العجيب: «لا تخف، أنا جدك الجبلاوي!»
وارتفعت صيحات الدهشة من الجميع ورمقوه بنظرات الارتياب، وقال حمدان: إنك تهزر دون شك. - بل أقول الحق دون زيادة ولا نقصان!
فسأله فوانيس: ألم تكن مسطولا؟
فصاح جبل بغضب: إن السطل لم يذهب بعقلي قط!
فقال عتريس: له لطشات لا تعرف عزيزا وخصوصا الأصناف الجيدة!
فتبدى الغضب في وجه جبل كالسحاب المظلم وصاح: سمعته بأذني وهو يقول لي: «لا تخف، أنا جدك الجبلاوي»!
فقال حمدان برقة ليسكن غضبه: لكنه لم يغادر بيته من زمن ولم يره أحد! - لعله يخرج كل ليلة دون أن يدري أحد.
فعاد حمدان يتساءل في حذر: لكن أحدا غيرك لم يصادفه! - صادفته أنا! - لا تغضب يا جبل فما قصدت التشكيك في صدقك، ولكن الوهم خداع. بالله خبرني إذا كان الرجل يستطيع الخروج من بيته، فلماذا نزل عن النظارة لغيره؟ ولماذا يتركهم يعبثون بحقوق أبنائه؟!
فقال جبل مقطبا: هذا سره وهو به أعلم. - إن ما قيل عن اعتزاله لكبره وعجزه أقرب إلى المعقول.
فقال دعبس: إننا نتخبط بين الأقاويل، دعونا نسمع القصة إن كان لها بقية.
نامعلوم صفحہ