اوہام عقل
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
اصناف
a priori ) هو الخطوة الأولى في عملية تطهير الأرض لبناء المنهج الجديد. يتألف المنطق القديم من «القياس»
syllogism
بالدرجة الأساس. يتألف القياس من «قضايا»
proposition ، والقضايا من ألفاظ، والألفاظ تشير إلى معان أو أفكار في الذهن
notions ؛ فإذا كانت هذه الأفكار مختلطة في الذهن أو ملوثة بأوهام العقل (وبخاصة أوهام السوق) يكون القياس كله - والعلم كله بالتالي - قائما على غير أساس؛ ففي عملية التجريد الأصلية - التي تتكون بواسطتها ألفاظ تغدو حدودا في قضايا القياس - خطورة تجعلنا نشك كثيرا في عملية القياس من أساسها.
1
يقول بيكون في مقدمة «الأورجانون الجديد»: «... يأتي المنطق متأخرا جدا بعد أن استفحل الداء وضاع كل شيء، وأصبح العقل من خلال عادات الحياة اليومية ومداولاتها محشوا بمذاهب فاسدة وأوهام فارغة، هنالك يساهم المنطق في تثبيت الأخطاء لا في كشف الحقيقة.»
فالأقيسة الأرسطية تنتقل من العام إلى الخاص، وتفترض ما نريد أن نبحث عنه ونثبته، فهي عقيمة عادة وقصاراها أن تحمل حملا كاذبا هو «المصادرة على المطلوب»!
2
أليست نتائجها مطمورة سلفا في المقدمات؟ أليست بذلك تدس النتيجة كمقدمة وتجعل المسألة حلا؟! فتعفينا من مئونة الفكر وتديره دورانا آليا بليدا؟ أليست تضحي بمضمون الفكر من أجل شكله وتهمل فحواه لحساب صورته؟
نامعلوم صفحہ