أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة

Abdullah bin Abdul Rahman Al-Jarbou d. Unknown
92

أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة

أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة

ناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

المطلب الثاني: الصراع الفكري بين الحق والباطل في عصور الإسلام المتقدمة لقد كان العالم قبل الإسلام يموج بتيارات فكرية مختلفة اختلافًا شديدًا، وكانت تلك الأفكار الضالة السائدة، وذلك الاختلاف القائم على أساسها، أهم أسباب تصارع البشرية وضلالها وشقائها. قال سيد قطب١ ﵀:" جاء الإسلام وفي العالم ركام هائل

١ الكاتب المفكر الأديب، سيد قطب، ولد عام ١٩٠٦م، في إحدى قرى محافظة أسيوط بمصر، عاش حياة قلقة مضطربة، وتنقل في المدارس الأدبية، ثم استقر به المطاف على التأليف والدراسات الإسلامية بمنظور فكري أدبي. من مؤلفاته: في ظلال القرآن، وخصائص التصور الإسلامي، ومعالم في الطريق.. وغيرها. وقد تضمنت تلك الدراسات بعض البحوث الجيدة في مجال التصوير الأدبي، ونقد الحضارة الغربية المادية، والفكرة الشيوعية، والنظم المالية. وقد نقلت قطوفًا منها في هذا الكتاب. كما وقع -بسبب ضعف حصيلته العلمية، وجهله بمنهج السلف الصالح في العقيدة والحديث والأصول، واعتماده على المنهج الفكري الأدبي في فهم القرآن ومسائل الدين- في أخطاء كثيرة. قال الدكتور يوسف القرضاوي، عن سيد قطب وأخطائه:"ولكن المسألة هنا تتعلق باتجاهات، وهذا اتجاه ... وهذا الاتجاه يجب أن يُقوَّم، ولا نستطيع أن نهمش إلا إذا كانت المسألة جزئية، وإنما هو صاحب أفكار متسلسلة مرتبط بعضها ببعض، الأمة الإسلامية انقطعت من الوجود، وهو له رأيه المتطرف في مسألة بني أمية وعثمان، وغيره. ورد عليه الأستاذ محمود شاكر من قديم في مسألة الصحابة، ولا تسبوا أصحابي، ورأيه في المجتمع الإسلامي على طوال التاريخ [حيث يرى أنه انقطع من عهد الخلفاء الراشدين]، ورأيه في المجتمع الحالي، وأنه لا يوجد على وجه الأرض مجتمع مسلم قط، في أي بلد من البلاد، حتى المجتمع الذي يعلن ارتباطه بالإسلام، ويقول: إن المجتمع جاهلي، وهذا في الظلال في عشرات المواضع. ودعونا نتكلم بصراحة: إن من حق الأجيال المسلمة أن تعرف هذا الأمر على حقيقته، ولقد كنت لا أعرف هذا! ... ولقد اضطررت أن أرد على هذا الكلام، وذلك من سنين طويلة ... إن سيد قطب قدم الكثير للفكر الإسلامي ... ولهذا: فمن الإنصاف لسيد قطب، ومن الإنصاف للفكر الإسلامي، ومن الإنصاف للحركة الإسلامية، ومن الإنصاف للمسلمين، ومن الإنصاف للإسلام نفسه أن نُقوّم فكر سيد الآن ... يمكننا أن نراجع تفكيره، وإنتاجه، ونقومه بميزان الكتاب والسنة، وبميزان الأصول عندنا، ونسأل الله أن يغفر له ويرحمه". كما دعا إلى تقويم فكر وكتب سيد قطب كل من: محمد سعيد البوطي، وجعفر شيخ إدريس، وغيرهم. انظر: ندوة اتجاهات الفكر الإسلامي المعاصر، البحرين، من ص٥٤٧ إلى٥٦٠، وأول من استجاب للدعوات التي تنادي بتقويم فكره وبيان أخطائه الشيخ عبد الله ابن محمد الدويش ﵀ في كتابه: "المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال" ثم تلاه الشيخ د. ربيع بن هادي المدخلي في كتابه: "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" وكتابه:"مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله ﷺ". قتل سيد قطب ﵀ سنة ١٩٦٦م الموافق ١٣٨٦هـ. انظر: سيد قطب، حياته وأدبه، لعبد الباقي محمد حسين. وندوة اتجاهات الفكر الإسلامي المعاصر ص٥٣١-٥٦٥.

1 / 102