وقوله تعالى: ﴿لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ [النحل/١٠٣]، أي: كلام الرجل الذي يشيرون إليه زاعمين كذبًا أنه يُعلِّم الرسول، هو كلام مبهم غير بيِّنٍ١.
المبحث الثالث: الظلم
(الظلم) لغة: وضع الشيء في غير محله.
وشرعًا: عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل.
وهو الجور، وقيل: هو التصرف في ملك الغير، ومجاوزة الحدِّ١.
قال ابن العربي: (الظلم) في الحقيقة، لغة، وشرعًا: وضع الشيء في غير موضعه، وذلك يكون بالذنوب المطلقة بين العبد ونفسه، وبالذنوب المتعدِّية إلى الخلق، وهو أعظم.
والجنايات تعظم على قدر عظم الزمان، كالأشهر الحرم، وعلى قدر عظم المكان، كالبلد الحرام.
فتكون المعصية معصيتين:
إحداهما: بنفس المخالفة.
والثانية: باسقاط حرمة الشهر الحرام، والبلد الحرام٢.
قال في اللسان: ومن أمثال العرب في الشَبَهِ: من أَشْبه أباه فما ظلم، قال الأصمعي: ما ظلم، أي: ما وضع الشبه في غير موضعه.
قال: وأصل الظلم: الجوْر، ومجاوزة الحدِّ٣.