Atheer Ibn Badis
آثار ابن باديس
تحقیق کنندہ
عمار طالبي
ناشر
دار ومكتبة الشركة الجزائرية
ایڈیشن نمبر
الأولى عام ١٣٨٨ هـ
اشاعت کا سال
١٩٦٨ ميلادية
اصناف
فهم يجهلون حدَّ ما وصلت إليه روحهم الدينية من الثلاشي. إن هؤلاء لا ينكرون الإسلام دينهم ومعتقدهم غير أنهم قد أضحوا من فتور الغيرة الدينية في نفوسهم بحيث غدوا لا يبالون البتة بنشره في الناس وبالدعوة إليه في غير المسلمين فالإسلام عندهم إنما هو مقصور على من يأتي بعدهم من الأولاد والأحفاد فحسب وليس يتناول أحدًا سواهم من الخلق أجمعين. فالحق أن الإسلام لبراء ممَّا هم فاعلون. وليس ذلك هو الحرية الفكرية على ما يزعمون بل إنما هو الفتور فالتلاشي (١) " هذا ضمير جزائري يأسى ويأسف للحالة التي أصبح عليها المسلمون الجزائريون من الاتجاه الإلحادي ومن القعود عن الدعوة الإسلامية.
وهذا رحالة بلجيكي يصف الجزائر قبيل الحرب العالمية مشيرًا إلى الأفكار الغربية التي أخذت تتسرب إلى الجزائريين وخصوصًا طبقة العمال: «إن الإسلام ليرى متمزقًا تمزق"الثوب البالي" على أرصفة الجزائر، فعمّال المرفأ ونقلة الفحم وساقة الآلات البخارية على اختلاف جنسيتهم عادوا لا يبالون بالإسلام، بل ترى فيهم صبغة آداب العمال الأوربيين راسخة وهم يشتركون مع زملائهم العمال الغربيين في السعي وراء الغرض ونيل الغاية اشتراكًا قائمًا على أساس واحد هو وجوب مقاومة أرباب رؤوس الأموال ونزاعهم نزاعًا إقتصاديًا، فلو كان في الجزائر معامل مثل تلك التي في أوروبا لاختفى الإسلام السني من تلك الديار
_________
(١) لوثروب ستودارد، حاضر العالم الإسلامي القاهرة ج ١ ص ٥٤ نقلًا عن كتاب:
،١٩٠٦ Ismail Hamet -les musulmans du Nord de l'Afrique Paris
والمؤلف (اسماعيل حامت) وهو صاحب تلك الكلمة القيمة: "لا تقاس حضارة أمة بما في كتبها الدينية من السطور والعبارات بل بما تقوم به تلك الأمة من الأعمال" وهو رأي استشهد به لوثروب الأمريكي في كتابه المذكور ووصفه بأنه مصلح مسلم جزائري ووصف له قوله بالسداد ج ١ ص ٤٨.
1 / 48