263

Atheer Ibn Badis

آثار ابن باديس

تحقیق کنندہ

عمار طالبي

ناشر

دار ومكتبة الشركة الجزائرية

ایڈیشن نمبر

الأولى عام ١٣٨٨ هـ

اشاعت کا سال

١٩٦٨ ميلادية

اصناف

الإتباع، ولذلك اختيرت مادته هنا. ولكونه اتباعًا بغير علم جاء في كلام العرب بمعنى قول الباطل قال جرير:
وَطَالَ حِذَارِي غُرْبَةَ البَيْنِ وَالنَّوَى ... وَأُحْدُوثَةٌ مِنْ كَاشِحٍ يَتَقَوَّفُ (١)
أي متقول بالباطن.
والعلم إدراك جازم مطابق للواقع عن بينة. سواء كانت تلك البيتة حسًا ومشاهدة أو برهانًا عقليًا، كدلالة الأثر على المؤثر والصنعة على الصانع، فإذا لم تبلغ البينة بالإدراك رتبة الجزم فهو ظن، هذا هو الأصل، ويطلق العلم أيضًا على ما يكاد يقارب الجزم ويضعف فيه احتمال النقيض جدًا. كما قال تعالى عن إخوة يوسف ﵇: ﴿وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ﴾ (٣). فسمى القرآن إدراكه لما شاهدوا: علمًا. لأنه إدراك كان يبلغ الجزم لأنبيائه على ظاهر الحال، وإن كان ثم احتمال خلافه في الباطن، لأنه احتمال ضعيف بالنسبة لما شاهدوه.
والسمع: القوة التي تدرك بها الأصوات بآلة الأذن. والبصر: القوة التي تدرك بها الأشخاص والألوان بآلة العين. وقدم السمع على البصر لأن به إدراك العلوم وتعلم النطق، فلا يقرأ ولا يكتب إلا من كان ذا سمع وقتًا من حياته. والفؤاد القلب. والمراد به هنا العقل من حيث اعتقاده لشيء ما. وإطلاق لفظ الفؤاد والقلب على العقل مجاز مشهور. وكان: تقيد ثبوت خبرها لاسمها وكونها على صورة الماضي لا يدل على انقضاء ذلك الإرتباط. ومثل هذا التركيب

(١) ديوانه ٣٧٤. والتقوف: قفو الأثر.
(٢) ٨١/ ١٢ يوسف.

1 / 266