مجاهدا في سبيل الله مجتهدا بسيفه الباتر السفاك في القمم
ما أضرمت نار حرب يوم معمعة إلا وكان لها كالزاخر العرم
قد فاز بالحج مبرورا مناسكه مع الجهاد وبذل الخيل والنعم
فتارة يستقى من زمزم غدقا وتارة للعدى يسقي كؤوس دم
ولأمة الحرب يوما وهو لابسها ويلتقى يوم بالإحرام في الحرم
وجامعا لشتيت المكرمات فلم يدع بمعناه مفعولا لمن يرم
وذاك إيداع سر فيه من صمد اعطاه من اوفر التوفيق في القسم
فالحمد لله اذ خص الأنام به لانه حسن الاخلاق والشيم
والله يبفى لنا أيامه ابدا ما دام يجلى صباح غشوة الظلم فخلد الله ملكه ما أتصل ليل بفجره، واعز الإسلام ببقائه وتاييد نصره، ونظم في سلك السعادة أيام دهره، واجرى الأقدار بنفاذ نهيه وامره، وجمل الدنيا بأمتداد زمنه وعصره، وأدام فى ملكوت السموات والأرض علو قدره، فلم يكن بد من خدمة تنبىء عن صدق الاخلاص في الولاء وصحه قصد الاشخاص والانتماء؛ فاستخرت الله تعالى في جمع هذا الكتاب وتاليف ما فيه من اللباب في قواعد المملكة ومبانيها واسرار السياسة ومعانيها، وتدبير الدولة الفاضلة وتقرير السيرة العادلة، وذلك على سبيل الإذك وتنبيه الأفكار كما ورد في الكتاب المبين ، قال الله تعالى، وهو اصدق القائلين وذكر فإن الذكرى تنفع المومنين)(1). وسميته كتاب «اثار الأول في ترتيب الدول». وقد رتبته على اربعة اقسام. كل قسم يشتمل على ابواب وفصول وضوابط واصول.
صفحہ 45