الأسرار الجوانية، فلما اطلع عالم سريرته على حسن سيره وسيرته، فوض اليه امور بلاده وملكه رقاب عباده، فركب في برج السعادة اسرع طرفة العين، ودانت له البلاد والعباد في البرين والبحرين ، وأيده بملائكة نصره فترعرعت لركوبه ابطال الثقلين، والبسه من خلع الهيبة والوقا درعين حصينين، وقلده من سلاح العظمة في التقليد بسيفين، وشرفه من حزائن العز بتشريفين، وتفاءل من تفاءل به عند ركوبه، فطلع فاله(*) غاية مطلوبه قوله تعالى في القران الكريم وما جعله الله إلأ بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلأ من عند الله العزيز الحكيم)(1).
فاستبشر به وسكنت هيبته ومحبته قلوب الخاص والعام واغدق على ارباب دولته بالتشاريف والإنعام فكان قبوله لها دليل إقبالها، وتلقيها بحول الله وقوته اصل استقبالها، فكانت يومئذ هي اولى له وهو اولى لها، كما قيل
فلم تك تصلح الأ له ولم يك يصلح إلا لها
ولو رامها احد غيره لزلزلت الأرض زلزالها
ادخرها الله له في قدم قدم قدمه وهيأه لها كما كان في سابق علمه وحكمه، فلما ان وقتها نشر في الخافقين علمه، وامضى في رقاب الأعداء سيفه، وجرى بالأرزاق قلمه.
صفحہ 43