الهاشمى قال: إنى لواقف بين يدي المأمون(1) إذ دخلت امراة متظلمة في اخريات الناس، وعليها اطمار بالية، وقد اذن المؤذن الأولى وهم بالقيام؛ فقالت: يا خير منتصفر يهدى له الرشد
ويا إماما به قد أشرق البلد تشكو إليك سليل الملك ارملة
عدا عليها فلم يقو به احد فابتز منى ضياعا بعد منعتها
وقد تفرق عني الأهل والولد فاجابها المامون ارتجالا:
دون ما قلت عيل الصبر والجلد
مني ودام به في قلبى الكمد هذا أوان صلاة الظهر فانصرفي
واحضري الخصم في اليوم الذي اعد والمجلس السبت إن يقض الجلوس لنا
أنصفك فيه والا المجلس الأحد
قال: فجلس يوم الأحد، ودخلت المراة، فقال لها: واين الخصم؟ فقالت: هو بين يديك! وأشارت إلى ولده العباس. فقال لأحمد(2) بن أبى خالد خذ بيده فاجلسه معها، ففعل، فادعت عليه بالضيعة، وجعلت ترفع صوتها عليه، فقال لها احمد خفضى من صوتك فإنك بين يدي امير المؤمنين! فقال: اسكت فإن الحق انطقها والباطل اسكته. ثم ظهر الحق معها، فقضى لها عليه، وامر برد ضيعتها، وعرم ولده ما آخذ من ريعها.
صفحہ 72