آثار الاول فی ترتیب الدول
آثار الأول في ترتيب الدول
اصناف
فصل
في المصاف وتعبئة العساكر للحرب
يستحب لوالى الحرب أن يكون في عسكره جماعة من الشجعان، غرضهم الغرضه وسرورهم بالظفر كسروره، متدربين عارفين بالامور الحربيه، وأنفسهم من القتل والهرب في غاية من البعد، فيعول على هذه الطائفة ويقدمهم ويجعلهم مقدمى أجنحته واطلابه، فان الملك الحازم كثير المنفعة. وأكثر ما أتيت العساكر من نقص رؤسائها والتجربه في ذلك كثيره.
تم إن العساكر لا تخلو من الاوباش والجبناء وهم بمنزلة الحشو، والقليل منهم يكثر السواد ولا يضر، والكثير يعود على الجيش مضرتهم لأنهم بأول صدمه يهربون ويكسرون من جاورهم ومن وراءهم لا محالة، ويعجز الشجاع عن الثبات على تلك الحالة.
فينبغى أن يكون الى جانب الملك العسكر المعول عليه وفي القلب والملك والاعلام والاثقال على جنب، تم إن الواجب أن يخفى الملك مكانه يوم الحرب حتى لا يفصده العدو ولا يفع الفتك به، بل ينتقل من موضع الى اخر ويرنب اصحابه، والاخبار والرسل تاتى إلى نائبه تحت العصائب، وهو يردف كل مكان كثر العدو فيها بطائفة من عساكره.
وأما الأجنحة فتكون أهل دربة ومخبرة بالحروب، والطلائع تكون أصحاب الخيول السبق والرمى والخفه في الطراد والمقابلة، والساقة واهل القلب
صفحہ 339