آثار الاول فی ترتیب الدول
آثار الأول في ترتيب الدول
اصناف
فوات مصالح الدنيا والاخرة. ومع هذا لا ينبغي للملك ان يحتجب عن الناس ولا يغلق بابه دونهم، فانه منصوب لذلك متصد لقضاء حوائجهم، وإن عرض له مهم او مانع ضروري، فليندب رجالا من ثقاته نقباء قريبين من الناس، يرفعون إليه حوائجهم وشكاويهم وظلاماتهم.
روى أبو داؤد في سننه عن أبي مريم قال: دخلت على معاوية فقال: ما أنعمنا بك يا أبا فلان، وهى كلمة تقولها العرب. فقال حديث سمعته اخبرك به، سمعت رسول الله ملله يقول: «من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره»(1) قال: فجعل رجلا على حوائج الناس. ولم تزل خلفاء نى امية(2) تفعل ذلك مع المباشرة بانفسها في بعض الأوقات وكذلك الخلفاء من بنى العباس. ثم استبد الوزراء بامورهم والحجاب حسب اختلاف الأحوال، وكان الرسم في دخول الناس الى الخلفاء والملوك إذا جلسوا لذلك، أن يفتح بعض الباب، ويستدعى الأمثل فالامثل، حتى يستفر بهم المجلس، ثم يوذن للجميع ممن يدخل
وكانت ملوك الفرس تفرد لكل طائفة يوما تدخل فيه.
وقال كسرى لحاجبه: قد وليتك بابي، وإنك عين أنظر بها، وجنه استليم إليها، فانظر إلى الناس بعينى، وأنزلهم على مقدار منازلهم عندي، وأحسن إبلاغك عنهم وإبلاغهم عنى ، وقرب الى الفقير والمظلوم وذا الحاجة، ولا تقدمن متعنتا، ولا تضعن شريفا، ولا تسهل حجابى على سفلة او
صفحہ 189