آثار الاول فی ترتیب الدول

الحسن العباسي d. 725 AH
139

آثار الاول فی ترتیب الدول

آثار الأول في ترتيب الدول

اصناف

ذلك؛ فقال: نعم. لانه لم يطلع على هذا غيره وجاريتي، وهذا خروجي من بيتي، والمفتاح معى، فمن أعلمك؟ فامر له بخلعة نفيسة(1)، ووصله بمال(2) وامر لجاريته بثياب وجوهر وطيب جزاء لها على حسن تاتيها، وبعثه مع خادم أوصله(2) إليها ولم يزل محسنا لها بقية أيامه .

وينبغى أن يكون صاحب الخبر مزاج العذر فيما يحتاج إليه من الخيل والنفقة والرجال وكانت الفرس تتخذ الخيل الجياد لذلك، والعرب النجب من الجمال وهي أسرع من الخيل وأصبر على السير؛ وأهل العراق يتغالون لى السعاة، وهم رجال خفاف تعودوا الجري والصبر على السير لقطع ثلاث مراحل في مرحلة؛ وكذلك بمصر وأهل البراري أنشط لذلك وأخف، ويضرب المثل فى ذلك بالسليك والسلكة، وكذلك في الصحابة بسلمة(4) بن الاكوع، وقصته مشهورة حين ادرك القوم الذين استاقوا الإبل، فسبفهم وجلس على طريقهم، وجعل يرميهم ويقول:

أنا ابن الاكوع واليوم يوم الرضع.

وأهل الشام يتخذون الحمام لحمل البطايق، وذلك أسرع وأبلغ لولا ما يخاف من العوارض عليها من سقوط البطاقة أو بللها، أو اقتناص الطائر و الكاسر من الجارح له، ولاهل العراق به عناية واهتمام.

صفحہ 184