آثار الاول فی ترتیب الدول
آثار الأول في ترتيب الدول
اصناف
فان اتفق كون الملك على ما ينبغى أيضا من الخصال المحمودة، والوزير على هذه الصفة، فقد أسعد الله تلك الرعية، وعمر تلك البلاد وهى الدولة التى يتجمل بها الزمان ويرضى عليها الرحمن.
وقال حكيم الهند إذا كان الملك عادلا حسن السيرة ووزراؤه على مثل رأيه وأفعاله، كان شبيها بالنهر العظيم الحلو، وهم كالسواقي المستمدة منه، يسيح على الارض فيعمرها وينبتها، ويستخرج المنافع ويوصلها إلى غاية كمالها. وإذا كان الملك عادلا ووزراؤه ظلمة كان كالنهر العذب فيه التماسيح فلا يقدر أحد على الانتفاع به ولا السباحة فيه. وإذا كان الملك سىء السيرة ووزراؤه كذلك، كانوا جميعا شبه البحر المالح الذي لا راحة فيه. وإن كان ظالما وهم بعكسه كان كالبحر الأعظم فيه الدرر والخطر.
وقيل: أضر ما على الملك أن يكون وزيره يجيد القول ولا يجيد العمل، فيركن الملك إلى أقواله ويختل ملكه بإهماله وقبيح أفعاله .
وقال بعض الحكماء: إذا رأيت الوزير يجمع المال لنفسه، فابعده فلا خير فيه، لان حب المال يغطى العقل عن مشاهدة المصالح .
وقال: كانت الفرس تختار أن يكون الوزير حسن الهيئة والصورة، سالم الأعضاء من النقص والعيب، متوسط في الحلم والعقوبه والوقار والبشاشة، جيد الفهم، أصيل الرأي، متين الدين فصيح العبارة، مليح الخط، مطلعا على تواريخ الأمم وتجارب الأول، ثابت الجاش عند تزاح الحوادث، فانه الوزير المجموع الخصال. ولا ينبغى ان يكون الوزير حسودا ولا حقودا ولا غادرا، ولا شرها في اكل ولا شرب ولا نكاح
صفحہ 146