6 ، غطاء باب التوبة
7 (ولعله حلية كانت عليه)، حلية من الفضة كانت على مقام إبراهيم عليه السلام بالحرم المكي، قطعة من الخزف، سجادة الصديق (رضي الله عنه)، عمائم الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم وسيوفهم وراياتهم وسبحاتهم، قبضات ستة سيوف من سيوف العشرة المبشرين بالجنة (رضي الله عنهم)، رايتا الحسن والحسين عليهما السلام، سيف جعفر الطيار (رضي الله عنه)، سيف خالد بن يزيد من الصحابة (ولعلهم يريدون خالد بن الوليد رضي الله عنه) سيف شرحبيل بن حسنة أحد الأصحاب (رضي الله عنه)، سيف معاذ بن جبل من الأصحاب (رضي الله عنه)، تاج أويس القرني (رضي الله عنه)، مصحف يزعمون أنه بخط الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، مصحف يزعمون أنه بخط عثمان (رضي الله عنه)، مصحف بخط زين العابدين من الصحابة (ولعلهم يريدون الإمام عليا زين العابدين ابن الإمام الحسين عليهما السلام ولم يكن من الصحابة؛ لأنه ولد في خلافة جده).
هذا ما سردوه في تواريخهم في بيان أهم الأمانات المباركة، وذكروا أيضا في كلامهم على إمارة مكة أن الشريف أرسل إلى السلطان مع هذه الأمانات بمفاتيح مكة إشارة إلى دخوله في طاعته وتسليمه البلد إليه، ويذكرون في خبر تولي السلطان مراد بن أحمد الملك سنة 1032، وهو المعروف بمراد الرابع، أنهم احتفلوا في اليوم التالي ليوم مبايعته بتقليده السيف فقلدوه سيفين أحدهما سيف نبوي والآخر سيف السلطان سليم بن بايزيد، وأنه لاث يومئذ على رأسه عمامة يوسف عليه السلام المجلوبة من مصر من خزانة السلطان الغوري، وكان المعروف أن بين هذه الآثار شعرات نبوية سنفصل الكلام عليها في فصل الشعرات الشريفة.
حكمها
لا يخفى أن بعض هذه الآثار محتمل الصحة، غير أنا لم نر أحدا من الثقات ذكرها بإثبات أو نفي، فالله سبحانه أعلم بها، وبعضها لا يسعنا أن نكتم ما يخامر النفس فيها من الريب ويتنازعها من الشكوك، ولا سيما فيما نسب للأنبياء نوح والخليل وداود وشعيب ويوسف، صلوات الله وسلامه عليهم مع بعد العهد وتقادم الزمن، وكذلك السبح المنسوبة للخلفاء الأربعة، فإن السبح بهذا الشكل المعروف لم تكن حدثت في ذلك العصر، وإنما كانوا يعدون التسبيح بالأنامل وبالنوى والحصا وعقد العقد في الخيوط كالخيط الذي كان لأبي هريرة (رضي الله عنه)، وقد جمع الإمام السيوطي جزءا في ذلك سماه «المنحة في السبحة» وهو مفيد فليراجع، ومما يتوقف فيه زعمهم في المصحفين أنهما بخط الإمامين علي وعثمان (رضي الله عنهما)، وقد تقدم في فصل الآثار النبوية التي بمصر ذكر مصحف معها قيل إنه بخط أمير المؤمنين أيضا، وآخر قيل إنه بخط ذي النورين، وأشرنا هناك إلى استبعادنا صحة ذلك، والله أعلم.
أما مفاتيح مكة التي ذكروها فلا ندري أأرجعت أم عملت لمكة مفاتيح غيرها، فإن مفاتيحها حملت إلى دار الملك مرة أخرى سنة 1228 بعد انتزاع الحجاز من الوهابية مدة العزيز محمد علي، وكان أرسل بها مع مملوكه لطيف أغا مبشرا بالفتح، وذكر الجبرتي خبر وصوله إلى القسطنطينية واحتفالهم به بما نصه: «وعند دخوله إلى البلدة عملوا له موكبا عظيما مشى فيه أعيان الدولة وأكابرها وصحبته عدة مفاتيح زعموا أنها مفاتيح مكة وجدة والمدينة، وضعوها على صفائح الذهب والفضة، وأمامها البخورات في مجامر الذهب والفضة والعطر والطيب، وخلفهم الطبول والزمور، وعملوا لذلك شنكا ومدافع، وأنعم عليه السلطان وأعطاه خلعا وهدايا وكذلك أكابر الدولة، وأنعم عليه الخنكار بطوخين
8
وصار يقال له: لطيف باشا» ا.ه.
وكانت نهاية لطيف باشا هذا أنه عاد إلى مصر مزودا من رجال الدولة بإثارة فتنة تنتزع فيها مصر من العزيز محمد علي وهو غائب بالحجاز ويولى هو عليها، فأحس بذلك محمد بك لازأوغلي كتخدا مصر أي وزيرها، وتدارك أمره قبل استفحاله فقبض عليه وقتله في ذي الحجة سنة 1228، ولهذا لما أراد خديو مصر العزيز إسماعيل بن إبراهيم إقامة تمثال لجده محمد علي بالإسكندرية وآخر لأبيه إبراهيم بالقاهرة، أقام أيضا بالقاهرة تمثالا لسليمان باشا الفرنساوي لتنظيمه الجيش وآخر لمحمد بك لازأوغلي لحفظه مصر لهم، ولهذا جعلوه مادا ذراعه يشير بإصبعه إلى الأرض كناية عن تثبيته ملكهم بأرض مصر، ولم يكونوا وجدوا له صورة يصوغون التمثال عليها فأرشدهم وقتئذ أحد من أدركه إلى تاجر تركي بخان الخليلي يشبهه فصاغوا التمثال على مثاله، وهو قائم الآن في ميدان بشارع الدواوين يسمى بميدان لازأوغلي وكانت وفاته سنة 1243 ودفن حسب وصيته في قبة الشيخ يوسف بشارع القصر العيني عن يمين المار به إلى مصر العتيقة، ودفنت بجواره زوجته المتوفاة سنة 1250، وليس في القبة غير هذه القبور: قبر الشيخ يوسف في الشمال، ويليه قبر المرحوم محمد بك في وسط القبة ثم قبر زوجته، وفي جنوبي هذه القبة قبة مثلها ليس بها قبور، جعلت الآن مسجدا، وموضع التمثال لا يبعد كثيرا عن القبتين.
هوامش
نامعلوم صفحہ